منغصات حياتية وضغوطات معيشية تثير انفعالاتنا السلبية من قلق وتوتر وغضب وإحباط ، أسباب كثيرة تثقل كاهل الأسر، وأولها ونحن على أبواب شتاء بارد، كيف نتدبر وسيلة للتدفئة في ظل غلاء معيشي وندرة وقود، في ظل الحصول على (بيدون مازوت) إن توفر هو ضربة حظ أو ضرب من الخيال، وكيف لربة المنزل أن تحضر وجبات الطعام اليومية لأفراد عائلتها وسلتها الغذائية خالية من المونة ومن زيت الزيتون المادة الأساسية لمكونات طبختها أياً كانت، وقد حلّقت صفيحة الزيت بسعرها لتبلغ أضعاف الراتب.
تتعدد وتتنوع التحديات اليومية التي تواجهها الأسرة مادياً ومعنوياً، ولا تتسع زاويتنا للحديث عنها ولسنا بصدد التعرف عليها لأن أغلب الأسر تعاني منها، ومرمى مقالنا اليوم هي مدارسنا.. أحد أسباب القلق الأسري، إذ ما زالت قاصرة عن تأمين أجواء مريحة ومشجعة ومطمئنة وخلق بيئة مثيرة للتفكير الإبداعي، والدليل على ذلك أن أغلب طلابنا بدؤوا بالتململ والضجر والشكوى والتطلع إلى يوم عطلة وهم ما زالوا في اليوم الرابع للدوام المدرسي، ويتخذ بعضهم من التمارض مبرراً لغيابه عن المدرسة، وما يقلق أكثر أن هذا الشعور ينسحب على المعلمين أيضاً، والسؤال الذي يطرح نفسه.. لماذا ينفر الطلاب من المدرسة وينتظرون قرع جرس العودة للبيت وكأنهم أنهوا محكوميتهم الدراسية؟ ولماذا يفتقدون المتعة والشغف في القراءة الدرسية ؟ أسئلة كثيرة برسم وزارة التربية والأسرة أيضاً لأن الحلول تشاركية والعلاقة تبادلية ولابد من تغيير الصورة المألوفة التي يحتفظ بها كل من الأهل والمدرسة عن الشراكة بينهما، وقد يكون دور المدرسة أكثر في تغيير هذه الصورة لكن هذا لايعفي الأهل من واجب المحاولة والاهتمام، لأنهم بالمشاركة يمارسون حقاً يجب أن يحافظوا عليه ويدافعوا عنه وفي الوقت نفسه يؤدون واجباً نبيلاً، ربما سألهم أطفالهم عنه.