أعادت كارثة ليبيا التي اجتمع فيها غضب الطبيعة وتقصير البشر إلى الأذهان كارثة انهيار سد زيزون في سورية عام ٢٠٠٢ والذي أدى لغمر قرية زيزون بالكامل بالمياه و٩٠ %من قرية المشيك و٦٠ %من قرية الزيارة ولكن والحمد لله أن عدد الضحايا كان قليلا نسبيا بسبب تنبه الناس لحالة الانهيار وخروجهم إلى المناطق المرتفعة حيث وصل عدد الضحايا حينها إلى ٣٠ وفاة .
منظمة الأرصاد والطقس الدولية أشارت إلى أنه كان بالإمكان تجنب كارثة ليبيا لو كان لدى ليبيا مؤسسة عاملة في مجال المياه حيث كانت حذرت الناس وأبعدتهم وأجلتهم إلى مناطق آمنة .
بيت القصيد فيما سبق اننا أصبحنا اليوم أمام تغيير مناخي ملموس نشهد كل يوم ضحاياه حول العالم حتى أصبح عدد مهجري التغيير المناخي أكبر من عدد مهجري الحروب والأزمات .
مع تعاطفنا ومواساتنا للاشقاء في ليبيا علينا ونحن على أبواب الخريف والشتاء أن نقرع جرس الإنذار لوزارة الموارد المائية للكشف وتفقد سلامة كافة السدود ومدى سلامتها في ضوء حقيقة أنها قديمة وتحتاج لصيانات سنوية و قد قيل في الحِكم إن ” العاقل من اتعظ بغيره ” .
قبل أسبوعين شهدنا هطولات مطرية غزيرة في المنطقة الساحلية زادت على ١٠٠ ملم في يوم واحد ومثل هذه الكميات لو تضاعفت فإنها ستسبب فيضانات وانهيارات لا يستطيع أحد التنبؤ بخسائرها ، وعليه يجب أن يتم وضع الخطط الإجرائية والوقائية والطوارئ لتجنب مثل هذه الكوارث الطبيعية كي لا يجتمع علينا غضب الطبيعة مع فساد وتقصير البشر .
التغيير المناخي لم يعد تكهنا ولا مستبعدا فقد دخلنا في صلبه منذ عقدين بالجفاف الذي ضرب المنطقة الشرقية مرورا بالحرائق التي نشهدها كل عام و ليس انتهاء باحتباس الأمطار، ولذلك علينا أن نتخذ كل التحضيرات والإجراءات لمواجهة هذه الأخطار.
معد عيسى