الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
نقله شغفه بالأدب من الهندسة إلى كتابة عمل روائي، ليترك بصمته الخاصة في عالم الرواية، إنه الدكتور نزيه بدور رئيس جمعية العاديات في حمص، والمحاضر في كلية الهندسةالمدنية، شغل العديد من المناصب.
وأقامت وزارة الثقافة مديرية الثقافة المركز الثقافي العربي في حمص بالتعاون مع جمعية العاديات، قراءة نقدية لعمله الروائي “إعلان مقتل الدكتور علي” للناقد محمد رستم في قاعة سامي الدروبي، بحضور حشد من رواد المركز والمهتمين بالأدب.
أشار الناقد رستم بأن الكتابة هي مغامرة عشقية تترك خلال عبورنا عطر أرواحنا على مرايا البياض، ليضيف: كحسناء لعوب مخاتلة ومحيّرة تجيد فن الغواية هكذا بدت لي رواية “إعلان مقتل الدكتور علي” وبخبرة الملاوعة وفن الإغراء، كانت تكشف لي بعضاً من أسرار فتنتها فتثير رغبتي الجامحة في كشف ما خفي من مضامينها وكلما ساورني الإحباط أنعشتني بنقي من أوكسجين غموضها.
فالعنونة هي العتبة الأولى للمنجز والبوابة له، للوهلة الأولى تبدو كأنها إعلان صحفي إخباري ينأى عن العنونات ذات البعد التخييلي الرامز، لكن الكاتب وبيد خبيرة أدخلها عالم الرمز عندما استخدم المصدر الميمي لفعل قتل أي مقتل، مع أن الدكتور علي مات دهساً ليشير وبشكل خفي إلى أن بطله مات قتلاً قبل أن يموت دهساً بسيارة تقودها امرأة مخمورة ومستهترة في ليبيا، مات حين لم يجد في وطنه المردود المادي الذي يكفل له العيش بكرامة، بل مات قتلاً منذ نعومة أحلامه..
ولعل أهم ما يلاحظ على الرواية هو الاستعراض البانورامي للعلاقات الاجتماعية وتفاعلها مع القضايا السياسية في حقبة من الزمن بكاميرا ثلاثية الأبعاد تعتمد على مدى ثلاثة أجيال في وطننا سورية عرض الكاتب ضمن سباقات سردية يطفح منها الدفء والحميمية والجمال.
وأضاف رستم: مع أن الرواية تأخذ شكل السيرة الذاتية للدكتور علي إلا أنها تنضوي تحت خيمة ما يسمى بأدب الواقعية الاجتماعية ولكن طموح الكاتب وعمق ثقافته وامتلاء مخزونه أدخلها باب ما يسمى بأدب الواقعية السحرية حين استهلها بقوله ” هل روى لكم ميت آخر حلم رآه أنا سأفعل “.
وقد بدأ الكاتب روايته من نهايتها معتمداً تقنية الخطف خلفاً، من لحظة دهس الدكتور علي ونزف كل دمه ونقله ميتاً للمشفى، ليعود ويروي قصة حياته.
هنا قام الكاتب بهدم الجدار بين الواقع والخيال، وقوّض الحاجز بين الموت والحياة، وقد حرص الكاتب على واقعية روايته من خلال ذكر أسماء كثيرة لأماكن وأحداث وتواريخ واقعية “زعورة، ثكنة هنانو، القنيطرة.. الخ”
مع أن أي منجز أدبي حين يقترب بتفصيلاته من الواقع فإن منسوب هالة التشويق يخفف من الواقع الفج.