الثورة – آنا عزيز الخضر:
بدأت احتفالية أيام الثقافة السورية، التي حملت عنوان “الثقافة رسالة حياة” وذلك في الذكرى الـ 66 لتأسيس وزارة الثقافة، وحملت معها نتاج الإبداع المتألق في أشكال ومجالات الثقافة كافة، باختلافها وتنوعها وغناها.. بدءاً من معارض الفن التشكيلي إلى الندوات الثقافية ومعارض الكتب والعروض المسرحية وغيرها.
كان من تلك العروض “يرما”، إعداد وإخراج زياد كرباج، النص تأليف الكاتب الإسباني فيديريكو جارسيا لوركا.
يدور العرض حول حكاية يرما امرأة شابة ترغب بإنجاب طفل، وتشعر بالحرمان، فهي غير قادرة على الإنجاب، فتعيش المعاناة في كل جوانب حياتها، وفي أي مكان، فالعقم يطل برأسه في كل المساحات والعلاقات والأفكار.
حول أيام الثقافة وحول العمل تحدث المخرج زياد كرباج: لعل الاحتفالية بأيام الثقافة، محطة يتنافس فيها الإبداع لتقديم الأفضل في كل ألوان الثقافة، فهي طريق الأمان الأجمل، لإنارة الطريق نحو الحياة.
أما عن العرض “يرما” كان فقيراً بالسينوغرافيا عن قصد، لأنه يترجم رؤية إخراجية خاصة ومتعمدة للتركيز على قوة الممثل وأدائه، ولإظهار المشاعر والإيحاء على المسرح، لأن العمل يكتظ بالنقاء والأحاسيس الإنسانية الرقيقة، وتدافع المرأة عن نفسها وتصبح المرأة رمزاً مرادفاً للحياة تماماً، وإذا طرحت حالة العقم، فإنها تكلمت عن العقم في الحياة بشكل عام، وبكل أشكاله وأنواعه، كي تتسع إيحاءاتها وتصل إلى أبعادها المأمولة، إذ قدمت شخصية تلك المرأة هنا معادلاً قوياً لمفاهيم أشمل، وتبلورت مقولة غنية كشفت عن الكثير من السلبيات من الضروري معالجتها وطرحها.