الثورة-غصون سليمان:
مفهوم التطور المعرفي هو حجر الزاوية في العلاج السلوكي المعرفي إذ يساعدنا على فهم المتعاملين ونقاط قوتهم وضعفهم وتطلعاتهم وتحدياتهم والتعرف على كيفية إصابتهم باضطراب نفسي مع تفكير مشوه وسلوك غير قادر على التكيف.
وحسب رأي الدكتورة مي لحام الاختصاصية في الطب النفسي فإن التطور المعرفي يساعد على تعزيز العلاقة العلاجية من جهة، والتخطيط للعلاج خلال الجلسات واختيار التدخلات المناسبة وتكييف العلاج حسب الحاجة والتغلب على النقاط العالقة.
وحول تقنيات العلاج المعرفي السلوكي تشير الدكتورة لحام إلى أنه يتألف من تقنيات تعليمية وأخرى سلوكية وتشمل الجوانب التعليمية للعلاج، شرح مفهوم الثالوث المعرفي، والمخططات والمنطق الخاطىء الذي يعانون منه إذ يجب على المعالجين إخبار المرضى أنهم سوف يقومون بصياغة الفرضيات معاً واعتبارها طوال فترة العلاج.مبينة أن العلاج المعرفي يتطلب شرحاً كاملاً للعلاقة بين الأعراض والتفكير والعاطقة والسلوك إضافة إلى الأساس المنطقي لجميع جوانب العلاج.
كما يعتمد العلاج على استنباط واستخراج الأفكار التلقائية والتي تسمى أيضاً التشوهات المعرفية وهي إدراك يتدخل بين الأحداث الخارجية ورد الفعل العاطفي للشخص تجاه الحدث فعلى سبيل المثال لا الحصر”الاعتقاد بأن الناس سوف يضحكون من الشخص عندما يرون مدى سوء لعبه”..
ماتقدم هو فكرة تلقائية تخطر على بال شخص يتلقى دعوة للعب سواء “كرة السلة، القدم «البولينغ» ويستجيب بشكل سلبي.وعن كيفية اختبار الأفكار التلقائية توضح الدكتورة لحام أهمية أن يقوم المعالج بمساعدة المريض على اختيار صحة الأفكار التلقائية، والهدف هو تشجيع المريض على رفض الأفكار التلقائية غير الدقيقة أو المبالغ فيها بعد الفحص الدقيق، إذ غالباً ما يلوم المرضى أنفسهم عندما تسوء الأمور الخارجة عن سيطرتهم، حيث يقوم المعالج بمراجعة الوضع برمته مع المريض ويساعد في إعادة تحديد اللوم، أو سبب الأحداث غير السارة، إن توليد تفسيرات بديلة للأحداث هو وسيلة أخرى لتعويض الأفكار التلقائية غير الدقيقة والمشوهة.
ونوهت الدكتورة لحام بأنه من ضمن التقنيات السلوكية المعرفية هو جدولة الفعاليات على أساس “ساعي” أي كل ساعة والمريض يحتفظ بسجل الفعاليات وراجع مع المعالج، فيما الأمر الآخر هو القيادة والإشراف والمتعة،بالإضافة إلى جدولة الفعاليات، فإن المريض يطلب منه لتحديد درجة كمية الإشراف والمتعة التي يحصل عليها من خلال الفعاليات، لافتة إلى وجود تحديثات مهمة متدرجة من ناحية التمارين المتكررة المعرفية فالمريض يتخيل ويكرر ذهنياً الخطوات المتنوعة عند المواجهة والتحكم والقيادة تجاه التحدي.