الثورة-حسين صقر:
من المعروف أن مرحلة رياض الأطفال من أهم المراحل التي يجب فيها زيادة إجراءات الأمن والسلامة، لأن أعمار الأطفال فيها صغيرة، وليس لديهم الوعي الكافي والفهم عن الأمن والسلامة الشخصية، وبالتالي لن يستطيعوا التعامل مع الأخطار المحدقة التي يمكن أن يتعرضوا لها، فضلاً عن جهلهم بالقواعد الصحية، ولذلك يجب على الجهات المسؤولة عن رياضهم توفير أقصى درجات الأمن والسلامة وتطبيق قواعدها وإجراءاتها وإرشاداتها بشكل يوفر لهم الطمأنينة.
للاطلاع أكثر على شروط الأمان والسلامة في رياض الأطفال وكيفية تفادي الحوادث والكوارث والشروط الواجب توفرها فيها، تواصلت الثورة مع الدكتورة تغريد حسين زودة المختصة في تربية الطفل والباحثة في شؤون السلامة ومديرة إحدى الروضات.
البعد عن الضجيج والشوارع الرئيسية
أكدت زودة أن من أهم المعايير الواجب توفرها في الرياض، موقع الروضة ومكونات البناء والهدوء وبعده عن الضوضاء والضجيج، وأن تتوفر فيه شروط التهوية الصحيحة، إضافة لقربه من التجمعات السكنية، لتسهيل زيارات الأهل والاطمئنان عن أحوال أبنائهم، كما يجب أن يكون بعيداً عن الشوارع الرئيسية. وأضافت الدكتورة زودة، يجب اتخاذ الإجراءات لحماية الأطفال من المخاطر والأذى، بحيث يراعي موقع البناء أيضاً الفئة العمرية ويأخذ بعين الاعتبار أن طارئاً قد يحدث فجأة.وأضافت الباحثة في تربية الطفل يجب أن يتألف البناء من غرف للإدارة وغرفة معلمات ومكتبة ومسرح ومطعم وحديقة، وتتوافر المواصفات الفنية كالإضاءة والتهوية والطلاء والترتيب والأثاث وغيرها، فضلاً عن المساحة المحددة لكل طالب ضمن بناء الروضة.
التدخل السريع أثناء الطوارئ
وأشارت زودة إلى أن هناك معايير أخرى يجب أن تتوفر في الروضة من أجل التدخل السريع في حالة الطوارئ، لتأمين سلامة الأطفال، وهي معايير عالمية كأن تتناسب مع أعداد الأطفال، وتتوافر فيها شروط الأمان، حيث يكون فيها البناء مؤلفاً من طابق واحد، كي لا يضطر الأطفال لصعود السلالم، وأن يكون شكل بناء الروضة قريباً من شكل المنزل ليشعر الطفل بالطمأنينة، وأن تكون النوافذ مزودة بالشبك والأسلاك التي تمنع دخول الحشرات.
دراسة الأرض والتربة
وترى الباحثة أنه من الضروري قبل تنفيذ البناء أن تتم دراسة طبيعة الأرض والتربة التي سيقام عليها ذلك البناء، وخاصة مع انتشار الظواهر الطبيعية المخيفة وأهمها الزلازل، ودراسة التجمع السكاني وما يمكن أن يسهم في جعل البناء في وسط المجمع السكني، لسهولة وصول الأطفال والأهل للروضة، ودراسة المنطقة وفيما إذا كان بها معامل أو مصانع ومدى تأثيرها مع الزمن على الأطفال وصحتهم ونموهم الجسدي، وأن يكون فريق الدراسة ليس مقتصراً على دائرة الأبنية المدرسية ومشاركة المديرة والمعلمات في ذلك مع لجنة من الحي السكني كونهم ذوي خبرة في مكان سكنهم، وأن يكون البناء ملائماً لعمر الأطفال والأدراج والسلالم، وأن تكون الغرف الصفية ملائمة ومتسعة تسمح للأطفال بالحركة الحرة، والأبواب ثابتة وأمنة وكل ما بين أيديهم لا يكون فيه زوايا أو ذات سطوح تسبب الجروح، فضلاً عن وجود الأشجار في الحديقة.
المعالجة الدورية للبناء
وأكدت زودة ضرورة المعالجة الدورية للبناء خوفاً من التصدع والانهيار، ووجود الأبواب الواسعة لتسهيل حركة خروج الأطفال أثناء الطوارئ كالحرائق أو الزلازل، وأن تكون المرافق الصحية كاملة وتامة بدءاً من الحمامات وانتهاء بالمغاسل على أن تراعي طول وعمر الطفل كي يستطيع استخدامها، وقالت تعد الروضة المكان الثاني بعد منزله، الذي يسكنه وتطور فيه شخصيته وتنمو بالشكل السليم، وتتكون علاقاته مع الأطفال الآخرين ويدرك الواقع، وتتشكل لديه المفاهيم والاتجاهات،، ولهذا حظيت بيئة رياض الأطفال بالاهتمام المتزايد من قبل الباحثين والمسؤولين التربويين.وكانت من الأولويات لديهم.