الثورة – محمود ديبو:
يومان من الانتظار الثقيل أمضاها الكثير من المتقاعدين بدمشق عند صرافات المصرف العقاري على أمل أن يتم تفعيل معاشاتهم التقاعدية إلا أنهم عادوا خائبين لأسباب لم يعلموها..
ففي الخامس عشر من كل شهر يتوجه المتقاعدون أو ورثتهم إلى الصرافات الآلية للحصول على رواتبهم التقاعدية وهناك قد يطول انتظارهم أو يقصر بحسب عدد الصرافات الموضوعة بالخدمة وحسب عدد المواطنين المنتظرين بالدور..
وللأمانة نقول إنه من النادر أن يحدث تأخير برواتب المتقاعدين بمثل هذه الشكل الذي حصل هذا الشهر، لا بل إنه وفي حالات كثيرة كانت تفعل الرواتب في الصرافات الآلية قبل الخامس عشر من الشهر الذي قد يصادف وقوعه بيوم عطلة رسمية أو عيد أو مناسبة فيتم تفعيل الرواتب قبل يوم أو يومين منعاً من حدوث تأخير في صرف الرواتب وفي هذا لفتة تشكر عليها التأمينات الاجتماعية..
لكن علينا أن نقر بأن أي عمل معرض لحدوث مفاجآت فيه سواء لتأخير أو إهمال أو تقصير أو ربما لأسباب تقنية فنية بحتة أو ربما أسباب إدارية أو غير ذلك..
وعلى فرض حسن النية وهذا الأكيد على الأغلب فإن ما حصل هذا الشهر من تأخير في تفعيل رواتب المتقاعدين يندرج في سياق الحدث العارض الذي لا يتكرر كثيراً لكن احتمال وقوعه قائم وقد حدث بالفعل، وهنا نقول وبعيداً عن الأسباب والتفاصيل التي أدت إلى ذلك فإنه كان من الجيد واللائق، وتحت يافطة “رضى الزبون” أن تقوم إدارة التأمنيات الاجتماعية بإعلام المتقاعدين بأن تفعيل رواتبهم سيتأخر ليوم أو يومين على الأكثر، عبر تنويه بسيط يوضع بمكان بارز في مراكز الصرافات ومحيطها..
هذا التنويه وإعلام المتقاعدين بأن رواتبهم ستتأخر كان من شأنه أن يخفف عنهم أعباء الانتظار ولساعات طويلة والوقوف بالدور لعدة مرات للاستعلام عن الرصيد وإجراء محاولة لمعرفة إن كان الراتب قد فعل أم لا..
مثل هكذا ثقافة تترك أثراً طيباً لدى متلقي الخدمة وتولد شعوراً بالاحترام والثقة، ولا تكلف مؤسسة التأمينات الكثير لا بل تكون قد جذبت متلقي الخدمة إلى صفها وولدت لديهم القابلية لتفهم حالة التأخير وسهلت إقناعهم بالمبررات أو الأسباب التي أدت إلى ذلك..
لا شك أن من يعمل يخطئ أو ربما يواجه متاعب وصعوبات ومفاجآت في العمل لأسباب كثيرة ترتبط بطبيعة العمل وأدواته والظروف والمستجدات التي قد تطرأ وغير ذلك.. بعض تلك الأخطاء يمكن تلافيها وتداركها دون أن يلحظها أحد لكونها ليست خدمة عامة تمس شريحة واسعة من متلقي الخدمة، فيما هناك أخطاء وربما حالات طارئة في العمل قد يكون بالإمكان تلافيها لكن لا يمكن مداراتها لأنها ترتبط بخدمة عامة واسعة الطيف كما حصل مع رواتب المتقاعدين هذا الشهر، لذلك فإنه من المتاح التخفيف من آثار هذا الخطأ الطارئ بابتاع سلوك يعطي متلقي الخدمة انطباعاً بأنه يتعامل مع مؤسسة تقدره وتحترمه وتحرص على عدم تكبيده المزيد من المتاعب.