الثورة – منهل إبراهيم:
بدأ الوجود الفرنسي في منطقة الساحل يتراجع منذ 2020، وأنهت انقلابات في مالي وبوركينا فاسو، وأخيراً في النيجر قوة “برخان” المنتشرة منذ 2014 في مالي، وبلغ عديدها 5500 جندي منتشرين في منطقة الساحل.
وتؤجج “برخان” مشاعر معادية لفرنسا لدى جزء من الرأي العام الإفريقي، ما يزيد من خطر حصول تظاهرات على طول مسار القوافل، لكن العلاقات بين فرنسا وتشاد ما زالت تتسم بالهدوء.
وفي ظل تراجع الوجود العسكري الفرنسي في منطقة الساحل، وصلت إلى العاصمة تشادية طلائع الجنود الفرنسيين الذين غادروا قواعدهم في النيجر وفق ما أعلنته قيادة الأركان العامة الفرنسية، وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كشف نهاية الشهر الماضي أن إتمام سحب القوات الفرنسية من النيجر سيكون بحلول نهاية العام الجاري.
وقررت فرنسا إنهاء وجودها العسكري في النيجر بعد توتر شديد في العلاقات بين البلدين منذ انقلاب 26 تموز الماضي الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم.
ويشهد الوجود العسكري الفرنسي تراجعاً في منطقة الساحل، وتبنت السلطات المنبثقة عن انقلاب النيجر مواقف مناهضة لفرنسا، وكانت سبباً في سحب باريس سفيرها من العاصمة النيجرية.
وتمثل الطلائع الأولى بداية لعملية معقدة يتوقع أن تستكمل بحلول نهاية كانون الأول المقبل حسب السلطات الفرنسية.
وأوضح المتحدث باسم الأركان العامة الفرنسية الكولونيل بيار جودييير لوكالة الأنباء الفرنسية أن هذه القافلة غادرت النيجر “بأمان وبالتنسيق مع القوات النيجيرية”.
وبعد طرده من النيجر، اضطر الجيش الفرنسي إلى نقل معداته براً إلى تشاد ثم الكاميرون، قبل إعادتها إلى فرنسا، في رحلة تمتد ثلاثة آلاف كيلومتر يمر خلالها في مناطق تضم جماعات مسلحة.
وتتمركز في نجامينا قيادة العمليات الفرنسية في منطقة الساحل ونحو ألف جندي فرنسي.
وأفاد العقيد جودييير بأنه تم إفراغ نصف مواقع القواعد الأمامية في ولام وأيورو (شمال غرب النيجر)، فيما يسمى منطقة “الحدود الثلاث” مع بوركينا فاسو ومال، وبعد وصولها إلى نيامي، غادرت القافلة باتجاه الحدود التشادية.
وأكدت نجامينا في بيان “الموافقة على تأمين ممر من أراضيها لعودة القوات الفرنسية إلى فرنسا”.
وقال بيان لرئيس الأركان التشادي الجنرال أبكر عبد الكريم داود إن “القوات التشادية ستؤمن الحراسة لهذه القوافل من الحدود النيجرية إلى نجامينا وصولاً إلى المطار، وإلى الحدود الكاميرونية وصولاً إلى ميناء دوالا”.