الموزاييك الدمشقي..عراقة وأصالة الماضي  

الثورة – غصون سليمان: 

أينما وجهت ناظريك تلحظ منتجهم الجميل المعشق بسر الحرفة والذوق الرفيع، يتجول معك كسفير ترصده العيون في الغرف والصالات والمباني العامة والخاصة، وفي المعارض لابد من وقفة واستراحة تتأمل من خلالها عن قرب جمال الحرفة ومهارة الصنعة.

في معرض الحرف التراثية الذي أقيم في كلية الآداب جامعة دمشق، بالتوازي مع مؤتمر الهوية الوطنية، واستمر خمسة أيام نسلط الضوء في هذه السطور على أحد الحرف المشهورة والمشاركة بالمعرض.

إنه الموزاييك الدمشقي العريق باسمه ورسمه، وصفه الحرفي ياسر رضوان الغضبان- شيخ كار بحرفة الموزاييك الدمشقي- في لقاء مع “الثورة” أن حرفة الموزاييك التي يعمل بها منذ خمس وعشرين عاماً قديمة قدم التاريخ، وبكل حقبة زمنية له ميزة خاصة في الشكل واللون، ومع تغير الأزمنة تطرأ على الحرفة تبدلات تتماشى والحياة المعاشة.

وبعد أن كانت الفسيفساء موجودة بأشكال وألوان ترمز للأشخاص والحيوانات- حسب توضيح الغضبان- إلا أن تطورها أخذ أشكالاً هندسية أخرى حين جاء الإسلام، لافتاً إلى أنه في عهد مروان بن عبد الملك تم صنع العديد من القطع إلى جانب الرسوم الموجودة في الجامع الأموي والتي تطورت إلى أشكال هندسية رمزت للأشجار والغابات.

وعن خصوصية مواد هذه الحرفة أشار شيخ الكار الملقب “أبو أحمد” أن الموزاييك عبارة عن خليط متجانس من الأخشاب وهو يسمى عميد المهن اليدوية بتقانته وحرفيته، إذ تستخدم فيه الأخشاب الموجودة في غوطة دمشق مثل خشب الجوز، والمشمش، والكينا والزيتون، والليمون، وكل نوع من أخشاب هذه الأشجار له لون معين لأشكال هندسية.

الأول على العالم

وأوضح في هذا السياق، أن تطبيق ألوان الأشكال الهندسية يحتاج الدقة والمهنية لإعطاء الشكل المطلوب بما يمثل الحياة الموجودة في دمشق اليوم وهي تعد الرقم الأول على مستوى العالم، لافتاً هنا كيف أن الأتراك حاولوا أخذ هذه المهنة إلى “الأستانة” لكنهم لم يفلحوا في ذلك.

وحين جاء جون بيطار- حسب ما ذكره الغضبان- طور المهنة عام 1860 وجدد فيها أشكالاً هندسية رائعة، وانتقل التطوير والإضافات من جيل إلى آخر، باعتماد الدورات والتدريبات وورش العمل الخاصة بهذه الحرف للحصول على منتج متكامل، خاصة في ظروف الحرب التي أثرت على معظم المهن.

وأكد شيخ كار حرفة الموزاييك الدمشقي استمراره في إعداد أجيال جديدة موهوبة قادرة على الإبداع في إبراز وصنع أشياء رائعة.

وفيما إذا كانت المهنة موروثة أباً عن جد، كان جوابه، أنه شق طريقه لوحده، لطالما بدأ شغفه بهذه المهنة عام 2000 فهو مستمر فيها بكل حب وتفانٍ.

آخر الأخبار
استثناء الطلاب السوريين المتقدمين للشهادة اللبنانية من الحصول على الإقامة  شرطة درعا تعالج شكاوى سوق الحلال في مزيريب  MTN تبدأ بتفعيل الشريحة الالكترونية الإثنين المقبل أهال من نوى يتبرعون بـ 135 مليوناً لدعم المدارس شح بالمستلزمات ونقص كوادر صحية بمنطقة سلمية  25 يوماً مدة التقنين ببعض قرى طرطوس و " المياه " : الوضع مرتبط بتحسن الكهرباء   وزير الاقتصاد والصناعة :  ترخيص أكثر من 450 شركة محلية وأجنبية منذ بداية 2024   لتدارك انحباس الأمطار..  الخبير البني لـ"الثورة": خطة طوارئ لحماية المحاصيل الصيفية  الموزاييك الدمشقي..عراقة وأصالة الماضي   بعد لقاء صحيفة "الثورة".. احتضنته "بيت الإبداع" بالتشجيع والتكريم   تحذير أمني عاجل: حملة اختراق تستهدف حسابات WhatsApp في سوريا سوريا تبحث طباعة عملة جديدة...   تبديل العملة بداية الإصلاح أم خطر الانهيار ؟قوشجي لـ"الثورة": النجا... إخماد حريق في وادي الأشعري الذهب يعاود صعوده على وقع ارتفاع الدولار م. الأشهب لـ"الثورة": طحن الكلنكر حل مرحلي لمصانع الإسمنت المتقادمة من الثمانينيات إلى اليوم.. هل ينجح المجلس السوري - الأميركي هذه المرة؟ جامعة حمص تبحث آفاق التعاون الأكاديمي والتقاني مع تركيا الخيول العربية الأصيلة في القنيطرة رمز للأصالة والتاريخ "الفيجة" إنذار لا مركزي إصلاح أبراج التوتر المخربة مستمر بدرعا