بلا مأوى ولا ماء ولا غذاء، علميهم فقه المقاومة يا غزة، بلا بكاء أو عويل أو نحيب، علميهم فقه المقاومة يا غزة، بثبات أمام الصواريخ، وبعين تكسر المخرز، علميهم فقه المقاومة يا غزة، برحيل قبل القيامة، وبرزخ غص بالشهداء، علميهم فقه المقاومة يا غزة.
بخيام من ورق، وأسراب فراشات، وأصابع غضة كأجنحة عصافير، علميهم فقه المقاومة يا غزة، بحفنة أطفال لم يجف لون الطباشير على أصابعها الصغيرة، علميهم كتابة المقاومة يا غزة، علميهم أن أشجار الزيتون واللوز والتين، تثمر حجارة وصواريخ، والبيارات كتائب من غضب.
علميهم أن لا برد في تشرين، وأن ساعات الليل أصبحت نهاراً، وغطاء الليل شمس تظلل الأشلاء كما الشعاع النقي على نقاء، علميهم أن الصوت أقوى من الصمت، وأن المنايا تنالنا في الفراش، فلماذا لا نلاقيها في ساحات الوغى بلا ارتعاش، علميهم أن الإبادة ولادة، والموت لك عادة.
علميهم يا غزة فقه السلام، وقيم الإنسان، وكيف يكون النفاق عنوانهم الغربي، والعزة عنوانك الشرقي، علميهم كيف يكون الاختبار في الصبر، حين يختبرون أسلحة الحقد والعهر، ويغضون الطرف عن سفك الدماء وقتل الأبرياء.
علميهم فقه الحياة يا غزة، وعدم الانحياز لأفكار الفناء، علميهم أن أرضك قريبة من السماء، والنور ضفائر لفلسطين، وأنت الضفيرة الكبرى فيها، والشعلة في نواحيها، علميهم أن عقاب الجاني ثواب، وكيف يخاف الجلاد من سوط العقاب، علميهم أنه لن يفلت من العقاب، مادام فوق غزة يحلق ذاك العقاب، علميهم فقه المقاومة والعزة، وأن القضية لا تفنى والحق لا يموت.
منهل إبراهيم