الثورة- منهل إبراهيم:
حققت استراتيجية ودبلوماسية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نجاحات ونتائج سياسية واقتصادية واضحة وملموسة في المنطقة “الشرق أوسطية”.
وتقول صحيفة واشنطن بوست على لسان الكاتب ديفيد إغناطيوس “حققت استراتيجية الرئيس ترامب الدبلوماسية في الشرق الأوسط بعض النتائج، فقد استطاع مبعوثه ستيف ويتكوف التفاوض مع حماس للإفراج عن الإسرائيلي-الأمريكي عيدان ألكسندر.
وأعلن ترامب هذا الشهر عن هدنة مفاجئة مع الحوثيين في اليمن، وبعد وصوله إلى السعودية، أعلن عن رفع العقوبات المفروضة على سوريا، ومقابلة الرئيس السوري أحمد الشرع.
وفي سياق متصل سلطت مجلة فورن أفيرز الضوء على زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة، والتي تشمل ثلاثة شركاء رئيسيين للولايات المتحدة، هم قطر والسعودية والإمارات.
وقالت المجلة الأمريكية في مقال لأستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية في جامعة جورج واشنطن، مارك لينتش، إن “ترامب ربما يسعى إلى إبرام صفقات أسلحة واستثمارات في الولايات المتحدة”.
المفاوضات النووية
وأضافت المجلة أن “الكثيرين يعتقدون أن ترامب لديه طموحات كبيرة، ومن المحتمل أن تكون زيارته متعلقة بشكل رئيسي بإيران، تزامناً مع المفاوضات التي تجريها إدارته بشأن برنامج طهران النووي”، موضحة أنه “نظرا للطبيعة المتقلبة لإدارة ترامب والخلافات الداخلية بين مستشاري الرئيس، فإن زيارته قد تمهد الطريق بسهولة لحرب مع إيران، كما قد تمهد الطريق لتوقيع اتفاق نووي”.
ولفتت “فورن أفيرز” إلى أن قادة دول الخليج كانوا يأملون إعادة انتخاب ترامب، لأنهم حققوا نجاحاً خلال فترة ولايته الأولى، ولم يكن لديهم الكثير من الود تجاه الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ولفتت المجلة إلى أن الفترة التي سبقت زيارة ترامب، وهي أول رحلة خارجية له في ولايته الثانية، ركزت بشكل كبير على الاقتصاد، ويأمل ترامب في توقيع صفقة أسلحة بقيمة 100 مليار دولار مع السعودية، وتشجيع الاستثمارات الخليجية في الاقتصاد الأمريكي.
وأكدت أن السعودية على الأقل حريصة على أن يُنظر إليها كشريكة اقتصادية، مشيرة إلى أنه “بعد انتخاب ترامب، طرح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان استثماراً سعودياً بقيمة 600 مليار دولار في الولايات المتحدة”.
كسر الحلقة المفرغة
وبحسب مجلة “فورين أفيرز”، ستغطي زيارة ترامب السياسة الإقليمية أيضاً، على الرغم من أن أهدافه على هذه الجبهة أقل وضوحاً بكثير.
وتقول المجلة “ترامب تمسك حتى الآن بالدبلوماسية، حتى في ظل الاعتراضات الإسرائيلية، ومن شأن اتفاق إيراني جديد أن يقطع شوطاً طويلاً نحو استقرار المنطقة وتقليل خطر الحرب، وإذا توصل ترامب إلى اتفاق يشمل أكثر من مجرد البرنامج النووي الإيراني، فيمكنه القول بأنه حقق صفقة أفضل مما حققه الرئيس الأمريكي باراك أوباما”.
وأضافت المجلة “إذا كان ترامب يريد حقاً كسر الحلقة المفرغة من فشل السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، فإن هذه الزيارة الخليجية ستكون الوقت المناسب للبدء”.
في غضون ذلك كشفت شبكة سي إن إن الأمريكية، في تحقيق موسع أن علاقات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التجارية في الشرق الأوسط تضاعفت بأكثر من ثلاث مرات منذ ولايته الأولى، وسط توسع سريع في مشاريع تشمل ناطحات سحاب فاخرة وملاعب غولف وصفقات عملات رقمية.
وذكرت الشبكة الأمريكية بأن ترامب اختار السعودية كأول وجهة رسمية له بعد توليه الولاية الثانية، مخالفاً التقليد الرئاسي بزيارة أقرب الحلفاء الغربيين، وهو ما فسره البعض بأنه امتداد لتحالفه الوثيق مع المملكة منذ ولايته الأولى.