الثورة- منهل إبراهيم:
بين تصعيد الانتهاكات والتوغلات الإسرائيلية في الجنوب السوري، واستمرار الاحتلال في حربه على غزة، وسير القيادة السورية الجديدة بخطا ثابتة ومتسارعة على طريق العودة الصحيحة لمحيطها العربي والعالمي بعيداً عن الحروب والصراعات، تتشكل بهدوء ملامح مسار تفاوضي غير مباشر بين سوريا والاحتلال الإسرائيلي، لتهدئة الأوضاع على الحدود ووقف الانتهاكات والاعتداءات المستمرة، وذلك بوساطة دولية.
وفي أعقاب التطورات المتسارعة في المنطقة، شدد الموفد الأميركي إلى سوريا توماس باراك “على ضرورة توصل كل من سوريا ولبنان إلى اتفاقات سلام مع إسرائيل، مؤكداً أن الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران فتحت آفاقاً جديدة لإعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط”.
وأضاف باراك “ما حصل للتو بين إسرائيل وإيران هو فرصة لنا جميعا للقول: توقفوا، فلنشق طريقاً جديداً”، لافتاً إلى أن وقف إطلاق النار في غزة سيبصر النور قريباً.
وذكر موقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي، نقلاً عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تجري “مباحثات تمهيدية” لإبرام اتفاق أمني محتمل بين سوريا والاحتلال الإسرائيلي.
ولفت مسؤول إسرائيلي آخر من أن التوصل إلى اتفاق “ليس وشيكاً”، مؤكداً أن تحقيق تقدم ملموس سيستغرق وقتاً، بحسب “أكسيوس”.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير للموقع الأميركي: “إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ مبعوث ترامب إلى سوريا، توماس باراك، في وقت سابق من الشهر الحالي، برغبته في التفاوض على اتفاق أمني جديد مع الحكومة السورية الجديدة بوساطة أميركية”.
وكان السيد الرئيس أحمد الشرع قد قال في اجتماع مع وجهاء من محافظة القنيطرة والجولان المحتل مؤخراً: إن سوريا تعمل عبر قنوات دبلوماسية ومفاوضات غير مباشرة مع وسطاء دوليين على وقف التوغلات والاعتداءات الإسرائيلية، مشدداً على أن الحفاظ على السيادة السورية فوق كل اعتبار.
وتعول دمشق على الدور العربي للتوصل إلى اتفاق يحفظ السيادة السورية، كونها وضعت ملف السلام في إطاره العربي، وتأمل في أن تمارس الولايات المتحدة والدول الغربية دوراً في الضغط على الاحتلال لوقف اعتداءاته، في إطار رغبتها في دعم الاستقرار في سوريا.
وتؤكد دمشق أن الأولوية في الوقت الحالي بوقف الهجمات الإسرائيلية والانتهاكات ضد الأراضي السورية، وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى الوضع التي كانت عليه قبل سقوط نظام الأسد، وضمان عدم التدخل في الشؤون السورية الداخلية.
وفي سياق مواز، كشفت شبكة CBS News أن خطوات رفع العقوبات المفروضة على دمشق، تأتي ضمن جهود إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدعم مسار السلام الجديد في المنطقة، بعد أن باتت سوريا ـ بحسب واشنطن ـ أكثر انفتاحاً على التسويات الإقليمية.
وتؤكد تصريحات ترامب وقراره التنفيذي الأخير برفع العقوبات عن دمشق أن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم سوريا مستقرة وموحدة تعيش في سلام مع نفسها وجيرانها، مشيرة إلى أن الحكومة السورية الجديدة اتخذت إجراءات إيجابية كبيرة نحو المستقبل.