فؤاد الوادي:
منذ نشأته المشؤومة على أرض فلسطين المقدسة، لم يتوقف الدعم الغربي والأمريكي للكيان الصهيوني الذي نشأ على القتل والإرهاب والمجازر الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.
وتباين الدعم الغربي للكيان الصهيوني بين المادي والعسكري والمعنوي الذي لطالما واكب وحاكى التحركات والحماقات والإرهاب الإسرائيلي على الأرض، ذلك أن كل الإجرام الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني كان مدعوماً ومغطى مادياً وعسكرياً ومعنوياً، سواء بالإشادة والموافقة الغربية على مواصلة وحشيته واعتداءاته على البشر والشجر والحجر، أو بإرسال الأسلحة والعتاد الحربي وتسيير جسور جوية نحو الكيان المجرم.
منذ بدء العدوان على غزة، سارعت الدول الأوروبية، وعلى رأسها دول الاستعمار القديم “بريطانيا وفرنسا” إلى مباركة العدوان ودعم الكيان الصهيوني بشتى السبل والوسائل والأشكال، وصولاً إلى إرسال السفن والبوارج الحربية إلى الشواطئ الفلسطينية لمساندة العدوان الإسرائيلي وطمأنة “إسرائيل” بأنهم إلى جانبها في قتل وإبادة الشعب الفلسطيني؟!.
كما أن مسارعة العديد من زعماء الدول الأوروبية للتوافد إلى “إسرائيل” لإظهار دعمهم ومساندتهم لها، يندرج ضمن سياق الدعم المعنوي لها والذي لطالما دفعها إلى ارتكاب المزيد من المجازر والجرائم والتشبث بسياساتها وممارساتها الاحتلالية والوحشية.
كل ما سبق تجسد واضحاً في البيان الذي صدر عن اجتماع دول الاتحاد الأوروبي بعيد بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث أكد البيان دعم دول الاتحاد لإسرائيل بحربها على الفلسطينيين تحت عنوان زائف ومخادع الهدف منه تغطية وتعمية الحقيقة وهو “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وفقا للقانون الدولي”، وهل القانون الدولي يدعو إلى احتلال أراض الغير وقتل أصحابها وتشريدهم وتهجيرهم؟!، وهل القانون الدولي يدعو إلى معاقبة الضحية وتبرئة القاتل والدفاع عنه ومساندته في القتل والإرهاب؟!، وهل القانون الدولي يصف المقاومة المشروعة لأصحاب الأرض الحقيقيين بـ” الإرهاب” ويصف الإرهابيين الذين احتلوا الأرض وقتلوا وشردوا ودمرا بـ” المدافعين عن الحق والنفس”؟!.
كل الادعاءات التي جاءت على لسان المسؤولين الأوروبيين من أنهم ما زالوا ملتزمين بالسلام الدائم على أساس حل الدولتين، ليست إلا امتداداً لادعاءاتهم وأكاذيبهم طيلة العقود الماضية التي لم يستطيعوا خلالها الضغط على “إسرائيل” لتطبيق قرار واحد من قرارات الأمم المتحدة التي تدين “إسرائيل” ككيان محتل وقاتل وإرهابي، بل على العكس من ذلك كانوا داعمين له على الدوام في كل مخططاته وجرائمه واعتداءاته على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية.
إن الدعم الأوروبي المتواصل للكيان الصهيوني، هو في الحقيقة ليس إلا وجهاً آخر للإرهاب الإسرائيلي الذي يجد في هذا الدعم والمساندة، مباركة ودفعاً له لمواصلة سياسات القتل والاحتلال والإرهاب.