راغب العطية:
التوحش الإسرائيلي تجاه العرب، وخاصة الفلسطينيين لم يكن وليد الساعة، بل عمره عشرات السنين، حيث بدأت العصابات الصهيونية منذ أن وطأت أقدامها ارض فلسطين العربية بارتكاب الجرائم والمجازر بحق أهل فلسطين الأصليين لتهجيرهم وطردهم من أرضهم وبيوتهم ومزارعهم، وذلك كله كان يتم برعاية مباشرة من بريطانيا التي كانت تحتل فلسطين العربية آنذاك.
وتعد مجزرة مستشفى المعمداني في حي الزيتون بقطاع غزة المحاصر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في 17 تشرين الأول الحالي، وراح ضحيتها أكثر من 500 شهيد معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى مئات الجرحى، شاهد حي على إجرام وإرهاب هذا الكيان المجرم بتغطية ودعم واضح من الولايات المتحدة الأمريكية في انتهاك سافر للقانون الدولي والشرائع الدولية، ومنها قوانين الحرب التي تخرقها قوات الاحتلال كل يوم وكل ساعة.
وقد شجع الموقف الأمريكي الأخير الذي عبر عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن بكل وقاحة وصفاقة الاحتلال الصهيوني على المضي قدما في جرائمه وعمليات التطهير العرقي ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة ضاربا بعرض الحائط كل النداءات الدولية والشعبية التي عبرت عنها عشرات الدول ومئات المظاهرات التي انطلقت في جميع دول العالم غربا وشرقا تنديدا بمجزرة مستشفى المعمداني وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها “إسرائيل” كل ساعة بحق أهالي غزة المحرومين من جميع وسائل الحياة حتى الماء والغذاء والدواء.
ومجزرة “المعمداني” المؤلمة ما كانت لتحصل لولا عرقلة الولايات المتحدة ومعها بعض الدول الغربية اعتماد مشروع قرار إنساني قدمته روسيا في مجلس الأمن الدولي مؤخرا، الأمر الذي وفر مظلة حماية لاستمرار الاحتلال بجرائمه وارتكاباته الفظيعة بحق الإنسان والإنسانية.
ولم تقف قوات الاحتلال عند هذا الحد من استهدافها لمنازل المدنيين العزل والمستشفيات ومراكز الهلال الأحمر وحتى مراكز الأمم المتحدة التابعة لـ”الأونروا” ومدارسها فهي الأخرى كانت ومازالت هدفا للصواريخ والطيران الأميركي والإسرائيلي.
فالغارات المكثفة لطيران العدو متواصلة في محيط مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة ومستشفى القدس ومقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وكل المستشفيات والمراكز الطبية هدفا للاعتداءات الإسرائيلية بشكل مباشر بالرغم من معرفة العدو الصهيوني باكتظاظها بالجرحى والمرضى من الأطفال والنساء وكبار السن، واللاجئين إليها، ناهيك عن ذلك هو خروج عشرات المشافي بطول قطاع غزة المقاوم وعرضه بسبب الحصار المفرض عليه، حتى من الماء والغذاء والدواء والكهرباء والوقود.