زيارة العيادة النفسية…كيف نحولها إلى ثقافة؟

الثورة- حسين صقر:
من المعروف أن زيارة العيادة النفسية لاتقل أهمية عن زيارة الطبيب المختص بعلاج الأمراض الداخلية والقلبية والعصبية وما هنالك من اختصاصات أخرى، ولاسيما إذا شعر من يحيطون بنا بتغير حالتنا النفسية وتقلبات أمزجتنا.
البعض يرى في زيارة الطبيب النفسي إهانة له وجرحا لمشاعره، وكأننا نحكم عليه من وجهة نظره طبعاً بأنه شخص غير سوي، ولكن في حقيقة الأمر، أمراض نفسية كثيرة بحاجة للعلاج وتستدعي زيارة الطبيب النفسي، كالشعور  بالاكتئاب والخوف والخجل والوهن والاضطرابات السلوكية الأخرى، وزيارة العيادة النفسية، و قناعة هذا الشخص أو ذاك بأنه يعاني ولابد من علاجه، مرحلة مهمة وتختصر فترة العلاج، ولانغالي إذا قلنا إنها نصف ذلك العلاج.
الباحث والمرشد النفسي مزيد الحلبي قال ل ” الثورة” في هذا السياق:
جميعنا يمر بأوقات نشعر فيها بضغوطات نفسية مختلفة الأشكال والشدة، ويحدث أن نمر كذلك بمراحل تجعلنا نفقد السيطرة على إدارة حياتنا اليومية، والسعي نحو أهدافنا الشخصية والاجتماعية. وربما نحس أحيانا بأنّنا لا نستطيع الانخراط مع الآخرين، ولا بناء علاقات إنسانية عميقة وذات معنى على المدى الطويل، وذلك يدخل في إطار الضغط النفسي والمعنوي والاقتصادي والاجتماعي الذي نعيشه، والذي يمتد إلى طبيعة العلاقات مع الآخرين، ويؤثر فيها أو عليها. موضحا،ً لكن السؤال هنا هو: هل يجب على الإنسان الذهاب إلى الطبيب أو المعالج النفسي كلما شعر بمثل هذه الضغوط والمشكلات؟!
* بعض الظواهر طبيعية
وأضاف إن الحالات النفسية والسلوكيات البشرية مركبة، وتختلف في حدتها وأثرها من شخص لآخر. فعلى سبيل المثال لا الحصر ، الوساوس بأشكالها هي ظاهرة  تحدث مع جميع الناس تقريباً، لكنها لا تأتي بنفس الطريقة والشدة، ومن ثم فهي لا تستدعي التدخل الطبي دائماً بالضرورة، ويمكن سحب هذا المنطق على جميع الأفكار والسلوكات والانفعالات البشرية، لأنها بالنتيجة طيفٌ واسع وممتد، من “غير المَرَضيّ” إلى “المَرَضيّ”. ولذلك، فهناك ما يستطيع الإنسان أن يتعامل معه بنفسه، وهناك ما لا يمكن التعامل معه إلا بوجود معالج أو طبيب نفسي، ولهذا لابد من التمييز بين هذا وذاك، ونوه ان هناك بعض الأمور التي تعد من الشروط الرئيسية في تشخيص أي اضطراب نفسي:
كالتعطّل العام أو التدهور في حياة الشخص وأدواره ووظائفه الاعتيادية عملياً أو  اجتماعياً، بالإضافة للشعور الذاتي بالضيق أو المعاناة النفسية التي لا يستطيع التعامل أو التأقلم معها داخلياً، وشعوره بانه بات يشكل خطراً على نفسه أو على الآخرين، كذلك مشكلته في علاقاته مع الآخرين، أو “الانحراف” الشديد عن أعراف المجتمع المحيط، وعلاقاته وإحساسه بالوحدة والكراهية اتجاه الناس، وعدم حبه للاختلاط والتعايش معهم.
* تفريغ انفعالي
وقال الحلبي في ظل تعدد الأزمات والمشاكل التي يعيشها الفرد في حياته اليومية، وتفاقمها أصبح من الضروري أن نعتاد زيارة العيادات النفسية، والابتعاد عن فكرة المجتمع عن الشخص الذي يذهب للطبيب النفسي ووصفه، خاصة وأن كثيرا من الأشخاص يرون أن من المعيب أن نزور الطبيب النفسي، لكن بالحقيقة فإنه عندما نذهب للطبيب أو المعالج نقوم بشرح المشاكل والأمور التي نمر بها، لأن الشخص العادي او الصديق لن يفهمها، وحتى لا نصل إلى مرحلة الكبت ووسائل الدفاع الأولية ومروراً بموجات الاكتئاب.
ورأى الحلبي أن زيارة الطبيب النفسي تأتي للتخفيف من حجم المشكلة والبوح بها لأنه عندما نتحدث عن علم النفس أو الطب النفسي من واجبات المهنة الحفاظ على سرية المعلومات،
ثانياً نقوم بالتفريغ الانفعالي تبعاً للمشكلة التي نمر بها، وقال: وحده الطبيب النفسي من يستطيع  التعامل مع المجرم أو المغتصب، أو الأشخاص غير الأسوياء بالمجتمع،  و المحلل أو العامل في المجال النفسي من الضروري التعامل معه وسماعه  لأن ذلك من أساسيات مهنته.
كما تأتي أهمية زيارة المعالج النفسي للتخفيف من اللوم ونكران الذات وتدني مستواها لأنه يقوم بسماع مشكلاته وعدم لومه عليها، ولهذا أكد المرشد النفسي على أهمية زيارة المعالج والطبيب النفسي لما ينطوي على ذلك من أهمية لتلقي العلاج المطلوب واللازم.

آخر الأخبار
الرئيس الشرع إلى البرازيل.. فهم عميق للعبة التوازنات والتحالفات      هل يشهد سوق دمشق للأوراق المالية تحولاً جذرياً؟  لحظة تاريخية لإعادة بناء الوطن  وزير الاقتصاد يبحث مع نظيره العماني تعزيز التعاون المستشار الألماني يدعو لإعادة اللاجئين السوريين.. تحول في الخطاب أم مناورة انتخابية؟ صناعة النسيج تواجه الانكماش.. ارتفاع التكاليف والمصري منافس على الأرض القهوة وراء كل خبر.. لماذا يعتمد الصحفيون على الكافيين؟ إعادة التغذية الكهربائية لمحطة باب النيرب بحلب منظمة "يداً بيد" تدعم مستشفى إزرع بمستلزمات طبية إعادة الإعمار والرقابة وجهان لضرورة واحدة حملة لإزالة الإشغالات في أسواق الحميدية ومدحت باشا والبزورية محافظ درعا يبحث مع السفير الإيطالي الاحتياجات الخدمية والتنموية من الدمار إلى الإعمار... القابون يستعيد نبضه بالشراكة والحوار الموارد البشرية المؤهلة … مفتاح التغيير المؤسسي وإعادة البناء بدء مشروع تخطيط طريق حلب – غازي عنتاب كيف فرضت "البالة" نفسها على جيوب الحلبيين؟ سوريا تؤكد أمام اليونسكو التزامها بالتحديث التربوي الأمم المتحدة: بدء مرحلة ميدانية جديدة في سوريا للبحث عن المفقودين بعد سقوط النظام انتهاكات إسرائيلية ضد المدنيين وعمليات توغل هستيرية الشهر المنصرم صدام الحمود: زيارة الشرع لواشنطن تعيد سوريا إلى واجهة الاهتمام الدولي