عشرون يوماً من الحرب الوحشية التي يشنها العدو الإسرائيلي على غزة المحاصرة، بعد أن أطلق نتنياهو العنان لآلة حربه الهمجية لتنتقم من الفلسطينيين لتمكن مقاوميهم من الضرب في عقر قواعد الإرهاب الإسرائيلي المقامة على أراضيهم السليبة، فالهلع والحقد المدرعان بالوحشية هما من يقودان إيقاع الانتقام لغطرسة كيان يمتلك ترسانة سلاح ضخمة وأجهزة استخبارات وجاسوسية طالما روج لقدراتها لم تتنبأ بعواصف الطوفان أو رصدت رياح المقاومة.
أصوات أممية خرجت عن جوقة “إسرائيل” وما يردده ببغاوات الغرب معترفة بالضيم الواقع على الفلسطينيين وأن دفاعهم عن حقوقهم المسلوبة إسرائيلياً مشروعة تكفلها المواثيق الدولية. وما تصريح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش أن مقاومة الفلسطينيين نابعة من مأساة سلبهم أرضهم وحقوقهم إلا إضاءة كاشفة للحقيقة المثلى التي تحاول أميركا والغرب التابع حجبها بغربال التزييف والدجل.
لكن هل هذه التصريحات كافية للجم محتل غاشم يغرز مخالبه التوسعية في الأرض الفلسطينية ويستبيح حرمة الإنسانية في مقتل العجز الأممي ويطفئ النور في أحداق الطفولة، ويمارس ساديته الوحشية على مرآى من مؤسسات أممية معنية تكتفي بإحصاء ضحايا الإرهاب الصهيوني وصنيعة هستيريا آلة حربه وتدفن رأس تخاذلها في أوحال الأذعان للمشيئة الصهيو أميركية.
ندرك أن مخزون الإرهاب الصهيوني لن ينضب ولن تجفف بؤر إجرامه طالما أن محور الشر الأميركي الغربي يدعم ويحابي القاتل ويجرّم الضحايا وطالما أن آلية الردع الأممية غائبة، فما تتعرض له غزة من هجمة وحشية هو استكمال لفصول إرهاب كثيرة يحفل بها سجل العدو الإجرامي منذ تم زرعه كياناً إرهابياً مارقاً على الإنسانية والقوانين في قلب متطقتنا، لكننا نعرف أكثر أن إرادة الفلسطينيين وعزمهم على تحرير أرضهم واستعادة حقوقهم مهما عظمت التضحيات أقوى من جبروت الاحتلال وأن جذورهم غارزة في أعماق وطنهم عصية على الاقتلاع وأي محاولات لشطب حقوقهم وتصفية قضيتهم مجرد أوهام خائبة.
السابق