كيف يمكن للثقافة أن تساعدنا في الإحساس بالخلاص، وربما السعادة، يقول إيمانويل كانط: نحن لا نقبل على الدنيا لكي ننال السعادة، ولكننا نقبل لكي نؤدي الواجب.
ليست مجرد مقولة اصطفاها الكاتب الليبي ابراهيم الكوني، ضيف هذا العام على معرض الشارقة للكتاب بدورته (٤٢) باعتباره شخصية العام الثقافية المكرمة.
ولكنه فند المقولة ليربطها بأداء الواجب،لأن ما يرضي الضمير هو التضحية بالسعادة خدمة للواجب.
وسعادتنا كما برهنت التجربة تبقى رهينة مدى استعدادنا لأن نحسن القيام بهذا الواجب…
تتسلل الأفكار إليك وأنت تنتقل من ملتقى إلى آخر في معرض الكتاب، إذا كان الكوني قد حرضنا على للتعاطي بطريقة مغايرة مع فلسفة السعادة والواجب، فإن الروائية التونسية أميرة غنيم أخذتنا عبر الواقعية السحرية في الرواية إلى فلسفة قبول الاختلاف لا بمفهومه الفكري بل أيضاً باحتياجنا الواقعي لهذا الاختلاف، وكأن كل تشابه، مجرد استنساخ لا معنى له.
ما نعيشه في الاحتفاليات الثقافية الكبرى يبدو نسيجاً فكرياً أتقن استخدامه حين لا تبقى المعاني أسيرة تدور في نطاق شخصيات محدودة.
هنا تنطلق صوبنا فلسفة من بلدان مختلفة تواقة لفكر بقدر ما يستغرق في أصالته إلا أنه يحتاج إلى هجرة معاصرة تمكنه من الوصول إلى الآخر وإلا لن يسمع صوته.
الكاتب المصري طارق أمام لطالما يحرض قارئ رواياته على أسئلة التغيير، الروائي الذي يصر في أعماله على التجريب كما فعل في روايته ماكيت القاهرة، وحين نجح اعتبر أنه بحث عن قارئ جديد عثر على روايته مثلما عثرت هي عليه!
في رحلتنا المعرفية في الشارقة، أهديت لنا أسئلة كثيرة بثت فينا روحا مختلفة، كأنها تعطينا الأذن للبدء في تجديف فكري مختلف، تحتاجه بلداننا وهي تصر على النهوض من دون نكوص هذه المرة.