الثورة – ترجمة رشا غانم:
تعتبر المشاورات بين الصين والولايات المتحدة بشأن الحد من الأسلحة النووية وعدم الانتشار هي مظهر من مظاهر الحكمة والعقل في هذه الأوقات العصيبة، وتأتي هذه المشاورات وسط مخاوف واسعة النطاق ومتزايدة من تجدد سباق التسلح النووي، إضافة إلى أن مصير اتفاقية الحد من التسلح النووي بين روسيا والولايات المتحدة لازال معلقاً.
وبحسب وزارة الخارجية الصينية، يناقش المسؤولون على مستوى وزارتي الحكومتين تنفيذ المعاهدات الدولية للحد من الأسلحة ومنع الانتشار، مع إجراء محادثات حول الشؤون البحرية وقضايا أخرى بالتوازي، وعلى الرغم من أن البعض وصف استعداد بكين للمشاركة في مثل هذه المشاورات بأنه انفصال عن موقفها طويل الأمد، إلا أنه في الواقع ليس كذلك، لقد كانت بكين مترددة في الانضمام إلى محادثات الأسلحة النووية، حيث اقترحت واشنطن إجراء محادثات ثلاثية مع موسكو أيضاً، ونظراً لأن الصين لديها ترسانة نووية لا يمكن مقارنتها في الحجم بترسانة روسيا والولايات المتحدة، وكونها أصغر بكثير، وأسلحتها النووية لأغراض دفاعية بحتة، اعتبرت بكين المحادثات الثلاثية غير مناسبة.
ولكن مشاركة بكين في هذه المشاورات تتفق مع إحساسها بالمسؤولية، فهي مستعدة للمشاركة في المشاورات الحالية بين الصين والولايات المتحدة، لأنها لا تشبه، كما ذكر البيت الأبيض، نوع محادثات خفض الأسلحة بين الولايات المتحدة وروسيا.
وعلى الأرجح، ستركز محادثات الحد من الأسلحة النووية بين الصين والولايات المتحدة بشكل أكبر على الشفافية، ويقال بأن إدارة جو بايدن حريصة على مزيد من الوضوح بشأن السياسة النووية للصين، ولا شك أن بكين تود الحصول أيضاً على بعض التوضيح حول ما تنوي واشنطن القيام به فيما يخص رغبتها الدائمة في توسيع ترسانتها النووية – التي لا مثيل لها- وتحديثها.
لذا فبدلاً من نوع الحصص المحددة التي هي النتائج المعتادة للمحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا حول الحد من الأسلحة النووية، ستكون المشاورات بين الصين والولايات المتحدة أوسع نطاقاً.
لقد كان هناك ميل لقراءة المشاورات على أنها عرض للنوايا الحسنة التي تهدف إلى تمهيد الطريق للاجتماع المطروح بين قادة البلدين في سان فرانسيسكو خلال اجتماع القادة الاقتصاديين لمنتدى التعاون الاقتصادي لآبيك، ولكن أهميتها الحقيقية تتجاوز ذلك بكثير باعتبارها جزءا من الجهود الثنائية الجارية لتحقيق الاستقرار في العلاقات المتوترة بين البلدان، حيث تؤدي هذه المشاركة إلى الحد من سوء الفهم الاستراتيجي وسوء التقدير، وربما قد يكون الحديث عن الثقة الاستراتيجية المتبادلة بين بكين وواشنطن متفائلاً للغاية، لكن مثل هذا التواصل على الأقل يمكن أن يساعد في تقليل مخاطر الضغط على الزر الكارثي.
المصدر – تشاينا ديلي

السابق