الثورة – أسماء الفريح:
أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ أن بلاده تدعم بثبات القضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وفي رسالة تهنئة لاجتماع الأمم المتحدة بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني نشرتها وسائل الإعلام الصينية اليوم قال شي: إن القضية الفلسطينية تُشكل لب قضية الشرق الأوسط وإن جوهر الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي يكمن في تنفيذ الحق الوطني المشروع للشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة.
ودعا شي المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة القضية الفلسطينية وحث مجلس الأمن الدولي على تحمل مسؤولياته وبذل قصارى جهده لتسهيل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة وضمان سلامة المدنيين ووقف الكارثة الإنسانية.
وأكد أنه من الضرورة ضمان احتياجات اقتصاد فلسطين ومعيشة شعبها كما يتعين على المجتمع الدولي زيادة ما يقدمه من مساعدات إنسانية وتنموية للفلسطينيين.
وأضاف شي إن الصين باعتبارها عضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي, ستواصل العمل مع المجتمع الدولي لبناء توافق عالمي من أجل تعزيز السلام وإعادة القضية الفلسطينية إلى المسار الصحيح وعقد مؤتمر دولي أكثر موثوقية بهذا الخصوص في أقرب وقت ممكن.
وزير الخارجية الصيني وانغ يي كان أكد للصحفيين بعد ترؤسه اجتماعاً رفيع المستوى لمجلس الأمن مساء أمس أن حل القضية الفلسطينية لا يفتقر إلى خطط أو شعارات كبرى ولكنه يفتقر إلى الشجاعة والإجراءات للدفاع عن العدالة.
وأشار إلى أن الدولة المستقلة هي حق وطني غير قابل للتصرف للشعب الفلسطيني ولا يمكن المقايضة عليه.
وقال إنه “في مواجهة الظلم التاريخي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني منذ فترة طويلة، لا أحد لديه عذر للمماطلة وليس هناك مبرر للتقاعس عن العمل, وعندما يتعلق الأمر بالقضايا التي تؤثر على مستقبل الشعب الفلسطيني لا يكون لأي بلد حق النقض (الفيتو).”
وجدد وانغ التأكيد على موقف بلاده بأن القضية الفلسطينية تقع في قلب قضية الشرق الأوسط ويجب أن يكون لها الأولوية وليس التهميش على جدول الأعمال الدولي معتبراً أن “حل الدولتين” هو بيت القصيد للعدالة الدولية.
وفي السياق ذاته، أصدرت وزارة الخارجية الصينية اليوم ورقة توضح موقف بكين من تسوية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي تتضمن خمس مقترحات وقالت إنه يجب على مجلس الأمن، الذي يتحمل المسؤولية الأولى للحفاظ على السلم والأمن الدوليين وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، أن يقوم بدور إيجابي وبناء في القضية الفلسطينية.
وأوضحت الخارجية الصينية أن أول مقترحاتها هو التوصل لوقف إطلاق نار وتطبيق هدنة إنسانية دائمة ومتواصلة، وثانياً حماية المدنيين بخطوات ملموسة، مشددة في هذا الإطار على ضرورة أن يقوم مجلس الأمن بإرسال رسالة واضحة تؤكد على رفض التهجير القسري للمدنيين الفلسطينيين لتجنب نزوحهم والدعوة إلى الإفراج عن جميع الأسرى والمحتجزين.
وينص ثالث مقترحات الخارجية الصينية على ضمان الإغاثة الإنسانية مؤكدة بهذا الإطار ضرورة قيام الأطراف المعنية بمنع حرمان المدنيين في قطاع غزة من المستلزمات والخدمات التي لا غنى عنها للبقاء وفقاً لما ورد في قرار مجلس الأمن، وإنشاء ممرات إغاثة إنسانية فيه، وتقديم النفاذ الإنساني السريع والآمن والمستدام وبدون عوائق، تفادياً لوقوع كارثة إنسانية أخطر.
وفيما يتعلق بالمقترح الرابع حول تعزيز الوساطة الدبلوماسية دعت الخارجية الصينية مجلس الأمن إلى إيلاء الاهتمام المطلوب لدور دول المنطقة والمنظمات الإقليمية وتشجيع الدول ذات التأثير على التمسك بموقف موضوعي وعادل.
وتضمن المقترح الخامس الدعوة إلى إيجاد حل سياسي وقالت الخارجية الصينية إنه وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة والتوافقات الدولية المعنية فإن المخرج الأساسي لحل القضية الفلسطينية يكمن في تنفيذ “حل الدولتين”، واستعادة الحقوق الفلسطينية الوطنية المشروعة، وإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس ومن ثم يقوم مجلس الأمن بعقد مؤتمر دولي للسلام على نطاق أوسع وبمصداقية أكبر وبشكل أكثر فعالية في أسرع وقت ممكن بما يدفع في النهاية بإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية مشددة على أن أي ترتيب حول مستقبل قطاع غزة يجب أن يحترم إرادة الشعب الفلسطيني وخياره المستقل ولا يجوز أن يفرض عليه.