الثورة – منهل إبراهيم:
يبدو أن الغرب الداعم لكييف بدأ يجنح نحو فكر روسيا التي أكد مرات عديدة استعدادها للمفاوضات، لكن سلطات النظام في كييف فرضت حظرا عليها على المستوى التشريعي، وشدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في كثير من المناسبات على أن روسيا لم ترفض الحوار، لكن الجانب الآخر الأوكراني لا يصغي لنداء التفاوض والحوار.
وفي هذا الصدد قال السيناتور الجمهوري راند بول، إن المساعدات الجديدة لنظام كييف ستضعف الولايات المتحدة، لأنه سيتعين اقتراض الأموال من أجل هذه المساعدات، ولن تنجح محاولات أوكرانيا “لطرد الروس”.
وأضاف السيناتور في حديث لقناة دانييل ديفيس على يوتيوب: “كيف ستكون أوكرانيا بعد مرور عام؟ من الناحية المادية، أنا ببساطة لا أرى وجود إمكانية وقدرة لديها لطرد الروس أو الأوكرانيين المتعاطفين مع الروس من أوكرانيا، لا أرى كيف ستتمكن أوكرانيا من استعادة القرم”
وذكر السيناتور الأمريكي، أن أوكرانيا رفضت قبل عام واحد، الموافقة على الشرط المهم الوحيد لمفاوضات السلام: رفضت عدم الانضمام الناتو، ولكن بعد مرور عام من الصراع فقدت هذه الدولة معظم قاعدتها الصناعية.
وشدد بول على أن طلب الإدارة الأمريكية الحصول على 105 مليارات دولار من المساعدات لـ (إسرائيل) وأوكرانيا لا ينسجم مع أن الولايات المتحدة تتحمل أكبر دين خارجي في العالم.
وقال السيناتور: “ليس لدينا 100 مليار دولار لإرسالها إلى أي مكان، وسيتعين علينا اقتراض المال، وأعتقد أن أمننا القومي يصاب بالضعف بسبب هذا النوع من الديون، نحن بالفعل مدينون بمبلغ 33 تريليون دولار”.
وتابع عضو مجلس الشيوخ الأمريكي القول: “يجب علينا التفكير بمصير بلادنا في المقام الأول”.
بدوره أكد أناتول ليفين، مدير برنامج أوراسيا في معهد كوينسي الأمريكي، إنه إذا لم يتغير الوضع في أوكرانيا لصالح كييف، فإن واشنطن لن تتدخل في النزاع بل ستوافق على السلام مع روسيا.
وأضاف الخبير في مقالة لموقع Russia Matters: “ستواجه الولايات المتحدة في نهاية المطاف الاختيار بين اتفاق السلام والتدخل المباشر إلى جانب أوكرانيا، وهو ما يرفضه جو بايدن ومعظم السياسيين الأمريكيين بوضوح”.
ويرى ليفين أنه يمكن في عام 2024 توقع حدوث “تغييرات في تفكير” النخبة الحاكمة الأمريكية.
وأشار الخبير إلى أن المقالات حول فشل الهجوم المضاد الأوكراني، تدل على أن بداية هذه العملية قد تمت بالفعل.
وقال ليفين: “في هذه الأثناء، تعاني النخبة الحاكمة الأوكرانية من ارتباك كبير، لقد أعلنت الحكومة الأوكرانية في كثير من الأحيان وبشكل علني عن عدم قبولها لاتفاق تسوية، لذلك سيكون من الصعب للغاية عليها الآن الموافقة على المفاوضات”.

السابق
التالي