وزير الأشغال في مؤتمر مجلس وزراء الإسكان: اعتماد مواد منخفضة التكلفة لتطوير مشاريع السكن الاجتماعي

الثورة – خاص:

أكد وزير الأشغال العامة والإسكان المهندس سهيل عبد اللطيف في كلمة ألقاها في مؤتمر مجلس وزراء الاسكان والتعمير العرب المنعقد في مدينة طرابلس الليبية أن الاجتماع تعبير صادق وعملي عن روح الإخوة التي تربطنا جميعاً كأمة عربية، وتأكيد لعزمنا على تعزيز جهودنا المشتركة في ترتيب أولويات أهداف التنمية المستدامة وتطوير صناعة وتكنولوجيا البناء والتشييد وهندسة وتخطيط المدن، مع إشادتنا إلى الكثير من قصص النجاحات التي حققناها بسورية وحققتها دولنا العربية في هذا الاتجاه، ندعو الى البناء عليها والاستفادة منها.
وأشار إلى أن انعقاد هذه الدورة من أعمال مجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب والمنتدى الوزاري العربي الخامس للإسكان والتنمية الحضرية تحت عنوان لافت وهو ” توطين أهداف التنمية المستدامة من أجل الإعمار والكوارث “, وهو يشير في مضمونه إلى التحديات التي تفرض علينا العمل لتحقيق استجابة مشتركة, تنطلق من إدراك واع للأزمات التي نواجهها مع الازدياد المطرد في كم ونوعية الكوارث الطبيعية المتنوعة التي باتت الدول العربية تتعرض لها في سوابق لم نعتادها منذ فترة طويلة من الزمن ولم نشهد لها مثيلا منذ عشرات او حتى مئات السنين  وأخرها كارثة الزلزال المدمر الذي تعرضت له خمس محافظات بسورية في 6- و 20 شباط من العام الحالي 2023 , وكارثة درنة بليبيا , وزلزال المغرب وأكثرها ايلاما ما يتعرض له أهلنا بغزة من مجازر وتهجير لم يشهد لهم التاريخ مثيلاً.
ولفت عبد اللطيف إلى أن الجمهورية العربية السورية أدركت واستشعرت دائماً الأهمية الخاصة لتأمين السكن الملائم والمريح لصون كرامة الانسان وحماية الأسرة، وعملت على توفير السكن الجاهز أو الأرض المعدة للبناء لتلبية الاحتياجات السكانية، إضافة لتبنى وتفعيل البرامج الاسكانية الاجتماعية لذوي الدخل المحدود مثل برامج السكن الشبابي والسكن العمالي والسكن البديل والادخار وبرامج المساكن ذات المساحات الصغيرة.
وفي عام 2019 تم إطلاق ” المؤتمر الوطني الأول للإسكان ” كعمل تشاركي تكاملي، شارك فيه جميع المعنيون والمختصون والمجتمع الأهلي والجهات الحكومية وجهات القطاعين الخاص والتعاوني، بهدف صياغة استراتيجية وطنية للإسكان قادرة على محاكاة الواقع الجديد المتأثر بالحرب التي شنت على سورية، وإنتاج حلول تتناسب وحاجات السكان وترتقي بالتجربة العمرانية بما يتلاءم مع أهداف التنمية المستدامة ولاسيما الهدف \11\ “جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وقادرة على الصمود ومستدامة” وكذلك لتتناسب مع الاجندة الحضرية الجديدة .
لتبصر “الاستراتيجية الوطنية للإسكان في الجمهورية العربية السورية“ النور، محددة الأهداف والأولويات والمحاور الرئيسية لهذا القطاع (إجرائية – متوسطة المدى – استراتيجية)، وكذلك آليات وبرامج التنفيذ من خلال ستة محاور هي (أولاً البيانات –  ثانياً التخطيط الإقليمي من خلال هيئة التخطيط الإقليمي التي أنجزت الخارطة الوطنية للسكن والإسكان – ثالثاً محور تأمين الأراضي المهيأة للبناء – رابعاً محور التمويل – وخامساً محور تقنيات التنفيذ وأخيراً سادساً محور تطوير التشريعات).
ولفت إلى أنه تم اتخاذ خطوات تشريعية وقانونية عديدة لتشجيع المستثمرين وجذب الاستثمارات العربية والأجنبية حيث تم طرح مناطق للتطوير العقاري جاهزة للاستثمار تحت قانون الاستثمار الجديد 18 لعام 2022 وتعديلاته بما يتضمن من تبسيط للإجراءات وحوافز للمستثمرين .
ونوه الوزير بما اتخذته سورية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في سورية من العديد من الإجراءات على صعيد تطوير السياسات والاستراتيجيات، فقد أصدرت هيئة التخطيط والتعاون الدولي “التقرير الوطني الأول للتنمية المستدامة ” والذي يعبر عن حالة التنمية المستدامة في سورية بجميع مؤشراتها وأبعادها المختلفة ويشهد على فترة مفصلية بدأت فيها سورية بتجاوز مفاعيل الحرب التي شنت على أوجه التنمية فيها. 
وأشار في كلمته إلى أنه لا ضير إذا أشرنا الى تباطؤ العمل التنفيذي المتعلق بما سبق بسبب الحرب الإرهابية التي شنت على سورية على مدى السنوات الماضية، وزاد من جسامة تلك التحديات الإجراءات القسرية أحادية الجانب الجائرة التي تفرضها الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الأوروبي بشكل ظالم على الشعب السوري، مما يعيق بشكل مستمر الجهود الحكومية والأهلية الساعية لتحقيق مزيد من الاستقرار وتحسين جودة الحياة للمواطنين ومن ضمنها السكن الصحي والمستدام.
وقال الوزير: ندعو من هذا المنبر لرفع الحصار والعقوبات.
وأضاف: إننا  قدمنا  أوراق عمل تتفق مع سياق المحاور الموضوعة للمنتدى الوزاري، وضعت  تحت تصرف الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في حينه، وهي تنتظم تحت ثلاثة عناوين:
الأول: مبادرة حكومة الجمهورية العربية السورية بتوفير السكن الصحي والمستدام من خلال البرامج الاسكانية للمؤسسة العامة للإسكان
الثاني: الاستراتيجية الوطنية للإسكان في الجمهورية العربية السورية، الثالث: توطين اهداف التنمية المستدامة لإعادة الاعمار من خلال تطوير منهجية عربية شاملة لاعتماد نوعية بناء ومواد انشاء محلية منخفضة التكلفة.
واقترح  الوزير عبد اللطيف على المجلس لتفعيل منهجية عربية شاملة ” الدليل الارشادي للسكن الاجتماعي “لاعتماد مواد بناء منخفضة التكلفة لتطوير مشاريع السكن الاجتماعي في الدول العربية لذوي الدخل المنخفض بالاستفادة من البنية التحتية والموارد ومواد البناء الموجودة في الدول العربية والملائمة بيئياً.
وختم حديثه بالشكر  على الدعوة الكريمة للمشاركة  الفعالة بفعاليات هذا الاجتماع ومشاريع قراراته المعروضة، ونقاشات ومضامين محاور المنتدى الوزاري العربي الخامس للإسكان والتنمية الحضرية.
متمنيا التوفيق لمجلس وزراء الاسكان والتعمير العرب بدورته العادية ٤٠ تحقيق الغايات المشتركة في الإنجاز والعمل بما يلبي احتياجات ومتطلبات الوضع الراهن والمستقبلي للدول العربية كافة .
وتستمر فعاليات المؤتمر الذي بدأ اليوم لغاية ٢١ من الشهر الجاري.