الثورة – دمشق – وعد ديب:
لا يخفى على أحد الدور المهم الذي تؤديه المشروعات الصغيرة والمتوسطة في إنشاء اقتصاد وطني من حيث أن هذه المشروعات تقدم الكثير من المساهمات في تشغيل اليد العاملة من جهة ودعم المشاريع الكبيرة بالكثير من الخدمات والسلع المهمة من جهة أخرى.
ومن هذه المشاريع- مشروع الزراعة المائية- الذي لاقى استحساناً في ظل الظروف الحالية التي يعيشها بلدنا ويحقق اكتفاء ذاتياً للعديد من الأسر.
نأكل مما نزرع
حسام الكيال- أحد المؤسسين لهذا النوع من المشاريع بيّن أنه بدأ مشروع الزراعة المائية منذ عدة سنوات كمشروع صغير ليتوسع به حتى شمل عدة مناطق في دمشق وريفها، وأمن العديد من فرص العمل من خلال التدريب لعائلات أصبحت تأكل مما تزرع.
ويقول الكيال في حديثه لـ “الثورة”: الزراعة المائية أو ما يسمى (الهيدروبونك) لا تختلف بطريقتها عن الزراعة العادية، ولكن تكلفة إنشاء هذا النوع من الزراعة تكون في بدايتها مكلفة، وتحتاج لخبرة بالعمل، وإن كمية الأسمدة والمبيدات التي توضع للزراعة المائية أقل بكثير من الكمية التي توضع للزراعة التقليدية ضمن الأراضي الزراعية.
وعن طريقة الزراعة، أوضح الكيال أنه يفضل العمل ضمن بيت محمي تتوافر فيه ظروف جوية مناسبة لنمو النباتات وأن توضع الأسمدة ضمن حوض راجع، وتروى النباتات من خلال مضخة بالأنابيب والبواري، وبعدها ترجع مرة أخرى إلى الحوض لنروي بها في اليوم الثاني، فيمكن للمضخات أن تعمل بشكل أوتوماتيكي بوقت معير مسبقاً، حتى لو لم نكن متواجدين بمكان الزراعة لساعات وأيام، وهذه الزراعة تنجح في كل المحاصيل، كالبندورة والكوسا والخس وكذلك أنواع الحشائش والنباتات العطرية والطبية، وحتى الفريز الذي يحتاج إلى درجة حرارة معينة ينجح بالزراعة المائية.
وتابع: إن كل محصول يحتاج منظومة معينة لينبت بها، مشيراً إلى أنه من مزايا هذه الزراعة أنها تختصر مساحة فيما يتعلق بزراعة الشتلات، ويمكن إقامة زراعة مائية في الطوابق وعلى أسطح المنازل وفي الشرفات حيث تكمن أهميتها في إنتاجيتها العالية وزراعتها النظيفة.
وعن المشاركة بالمعارض قال: شاركت بمشروعي في معرض دمشق الدولي ومعرض الزهور، وضمن مشاريع إبداعية كنموذج في مكتبة الأسد.
مضخة لتحريك الماء
الخبير الزراعي المهندس أكرم العفيف تحدث عن إيجابيات وسلبيات الزراعة المائية، مؤكداً أن مشروع الزراعات المائية والزراعات الجدارية مشروع تم طرحه ضمن مجموعة المشاريع الأسرية بمبادرة دمشق تأكل من خضارها على نحو يستفاد من هذه الزراعة بأصغر مساحة، وقد تكون حوض زراعة صغير مثل ما يسمى (الفلينة)، وتصلح هكذا مشاريع في المدن أكثر من الأرياف.
وبحسب– العفيف- فإن الزراعة المائية مهمة ومولدة للدخل، ولكن في ظل سوء التغذية الكهربائية نتيجة ظروف الحرب القاسية التي تركت أثرها على مختلف قطاعات البلد، ومن هنا تحتاج هذه الزراعة إلى مضخة لتحريك الماء المزاد إليه المواد المغذية لهذا النوع من الزراعة، مشيراً إلى “أن أغلب الدول التي تعاملت بالزراعة المائية مناخها ومساحتها الزراعية لا يتوافر بها المناخ والمساحات الزراعية الكبيرة الذي تملكه سورية.
وشدد على إيجاد حل لخسارة ومعاناة المزارعين الناتجة عن زيادة التكاليف بالزراعة الأرضية، ويمكن القول إن موضوع الزراعات المائية يدرس في كليات العلوم بشكل نظري، ولكن ما نحتاجه الاهتمام أكثر من الجهات المعنية المتمثلة بوزارة الزراعة وغرف الزراعة عن طريق إقامة دورات وندوات تثقيفية.
لترى هذه الزراعة النور
يذكر أن الزراعة المائية هي طريقة حديثة للزراعة لا تنمو فيها النباتات في التربة، ولكن مباشرة في الماء، بمكونات معدنية خارج التربة ولهذه التقنية فوائد عديدة؛ لعل من أهمها زيادة الإنتاج بشكل كبير مقارنة بالطرق الزراعية التقليدية.