الثورة – دمشق – عادل عبد الله:
يضمن الكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند الأطفال عودة الطفل إلى حياته الطبيعية، ويجرى فحص السمع للرضع بعد فترة قصيرة من الولادة لا تتجاوز الشهر، ويمكن عمل اختبار السمع في العيادات المخصصة لهذا الإجراء للأطفال عن طريق قياس الانبعاث الأذنية السمعية وهو اختبار غير مؤلم أو مزعج للطفل ويستغرق عامةً من خمس إلى ثماني دقائق تقريباُ.
وفي إطار ذلك لفتت مدير الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الدكتورة رزان الطرابيشي- عضو اللجنة الوطنية للبرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة لـ “الثورة” أن هدف وزارة الصحة إيصال الرسائل لجميع الأهالي لمراجعة المراكز الصحية وإجراء المسح السمعي لأطفالهم لضمان حياة طبيعية خالية من أي مشكلات.
وبينت أن أهم الأعمال التي تقدم في عيادة الوليد في المراكز الصحية تسجيل الطفل حديث الولادة في سجل العيادة، فحص الوليد فحصاً كاملاً من قبل الطبيب، كشف وتشخيص الأمراض والتشوهات الولادية المرافقة للوليد، تسجيل التشوهات الولادية في سجل التشوهات الولادية، كشف حالات نقص السمع عند الوليد وإجراء المسح السمعي، كشف أمراض العين وحالات نقص الرؤيا الولادية، وكذلك كشف حالات قصور الدرق الولادية باختبار TSH ، وكشف وتشخيص حالات خلع الورك الولادي التطوري.
وحول أهمية الفحص أكدت الدكتورة الطرابيشي أن فحص سمع حديثي الولادة يعتبر من أهم وأول الخطوات للمساعدة في فهم ما إذا كان الطفل يعاني من الصمم أو ضعف السمع، مبينة أنه يحتاج الرضع الصم أو ضعاف السمع إلى خدمات الدعم والرعاية والتدخل المبكر المناسبة لتعزيز النمو الصحي، إذا لم يتم تحديد حالة السمع، فقد يكون لها آثار سلبية على مهارات التواصل واللغة لدى الطفل- على المدى الطويل، مشيرة إلى أنه يمكن أن يؤثر فقدان السمع أيضاً على التحصيل الدراسي للطفل ونموه الاجتماعي والعاطفي.
وبينت أن مؤشرات احتمال وجود ضعف سمع لدى الطفل، تتلخص في الاستمرار في النوم بالرغم من وجود أصوات عالية، التأخر في الكلام مقارنة بأطفال آخرين في نفس العمر، عدم الالتفات لمصدر الأصوات، وخاصة المنخفضة منها، عدم استجابة الطفل لحديث الأشخاص المحيطين به، خاصة إذا كانوا بعيدين عنه في المسافة، وقيام الطفل برفع صوت التلفاز بطريقة لافتة للانتباه، إضافة إلى تدني مستوى التحصيل الأكاديمي، ولفظ بعض الحروف بصورة خاطئة.
وفي حال فشل الطفل في فحص المسح السمعي أوضحت الدكتورة الطرابيشي أنه عند ظهور نتيجة سمع سلبية للطفل، يتم تحويله للمكان المناسب لإجراء المزيد من الاختبارات، فيتم عمل تقييم طبي وسمعي أكثر شمولاً من خلال تحويل الطفل لطبيب أطفال واختصاصي السمع ولطبيب أنف أذن حنجرة. ووفقاً للنتائج تبدأ عملية التدخل.
ونوهت بأنه في عدم اجتياز فحص السمع عند الولادة لا يعني بالضرورة أن الطفل يعاني من ضعف السمع. فكثيراً ما يؤثر وجود سوائل في الأذن على السمع. والكثير من الأطفال الذين لا يجتازون فحص حديثي الولادة لا يعانون من ضعف سمع.