الثورة – دمشق – لجين الكنج:
تغير أسلوب البيع والشراء خلال السنوات الأخيرة خاصة مع تراجع القدرة الشرائية للمواطنين أمام تضخم الأسعار في الأسواق، جراء الأزمة الاقتصادية الناجمة عن سنوات الحرب والحصار الاقتصادي الجائر، ناهيك عن الارتفاع العالمي للأسعار.
وبات من الملاحظ طريقة شراء جديدة لمختلف المواد والسلع، فأصبح أغلب المواطنين يشترون بالقطعة فيما يخص شراء الخضار أو الفروج أو حتى بعض أنواع الأغذية والحلويات والفواكه على الرغم من أن المعروف أن أغلب الأسر السورية لطالما كانت تميل للشراء بكميات كبيرة، ومن صورة ذلك أيضاً شراء مختلف أنواع البقوليات بطريقة الفرط (أي دون تعبئة مسبقة في المعمل وإنما التعبئة تكون لدى بائع المفرق).
أسلوب البيع الفرط نتج عنه الكثير من المخالفات صادفها المواطنون بعد الشراء ومنها تغير المواصفة مثل اختيار نوعين من نفس صنف البقوليات أحدها جيد والآخر رديء، كما أن الأمر يتعدى ذلك ويصل إلى وجود صنفين من البقوليات يتفاجأ بهما المواطن بعد شرائه للمنتج.
و الأمثلة كثيرة و عديدة عن هذا النوع من الغش من خلال حديث بعض المواطنين إلينا.. منها شكوى لأحد المواطنين أنه اشترى الشعيرية بأسلوب الفرط، أولاً لأنها أرخص، وكذلك لأنه يستطيع الحصول على الكمية التي تناسبه، ليفاجأ أن البائع اتبع أسلوب الغش ووضع معها قليلاً من العدس ليزيد الوزن ويبيع الفائض عنده من المادة الأخرى.
وتحدث آخر عن ملاحظته وجود الحمص مع المعكرونة، مبدياً تأكده ان الأمر مقصود لأن ذات الشيء تكرر عند نفس البائع بمواد أخرى.
أحد الباعة برر الأمر على أنه مجرد صدفة وغير مقصود وأنه غير مسؤول عن ذلك مرجعاً الأمر إلى مورد المادة وقال : ليس من مصلحة البائع الغش لأنه في حال فعل ذلك سيخسر الزبون وبالتالي فإنه يفضل ان يحافظ على زبائنه.
الخبيرة التنموية ميرنا السفكوني قالت لـ “الثورة”: إن البيع عن بطريقة الفرط هو اسلوب متعارف عليه قبل وجود المعامل الكبيرة والتغليف لكنه حتى وقت قريب كان بعيداً عن متناول المستهلكين إلا القليلين، حتى إن التغليف كان متبعاً من أصغر الكمية إلى أكبرها لكن اليوم ارتفعت تكاليف التغليف وصارت تعادل أحيانا سعر السلعة، لذلك فإن الكثير من المواطنين باتوا يفضلون الشراء فرطاً لتخفيف التكلفة على جيوبهم كما أن البائعين كذلك الأمر وهذا يدل على تراجع القدرة الشرائية والبحث عن أي طريق يخفف العبء عن المواطن.