د. جورج جبور
يتحدثون عن “حل الدولتين”، مع أن الكيان الإسرائيلي ليس سوى كيان استعمار استيطاني قائم بالاحتلال يدعى زوراً أنه “دولة”.. تثبيت هذه النقطة المبدئية أساسي في حديثنا عن المتداول من “حل الدولتين”.
بين أيدينا كتاب بالإنكليزية عما يسمى “حل الدولتين”.. فهل هذا الذي تحدثت عنه في الأسطر الأولى ما في الكتاب؟ نعم، يجزم الكتاب بأنه لا يمكن في القرنين العشرين والحادي والعشرين تكرار تجارب كانت في القرن التاسع عشر وما قبله.
ويتابع مؤلفه: فلسطين مكان لدولة أو لاثنتين؟ هي الآن مكان لـ “كيان” قائم بقوة الاحتلال ولدولة ثانية ضمنه. الكيان يأكل الدولة الفلسطينية الثانية.
الدولة الثانية بالفعل وبالقوة كما يقول الفلاسفة مأكولة من قبله. إذن نحن أمام عدد من 7 تشرين أول. لن تكفي 7 تشرين أول واحدة. فالكيان المحتل يأكل الدولة الفلسطينية الثانية لكنه لا يستطيع هضمها. فاللقمة كبيرة وأخوة الفلسطينيين العرب محيط مهما طبَّع فهو رافض. رافض لأنه أُهين.
مستوطنو الكيان أتوا من فوق. بإرادة من الآخر. كذبوا. احتالوا. أجرموا. غلبوا لكنهم لعام الحساب مغلوبون. يحاول بايدن والاتحاد الأوروبي “حل الدولتين”
لم يقرؤوا ما أصر كيسنجر على قراءته. ذلك الفصل عن المستقبل في كتاب بالإنجليزية لأحد كتَّاب المنطقة.
إجابة الكتاب كالتالي: “هوية فلسطين تتوقف على نسبة من يود من الذين أتوا الإقامة مع الثابتين في الأرض رغم ما يُراد فرضه عليهم من تهجير”.
“هم المالكون الأصليون ودولتهم المأكولة هي الأقوى”.. هكذا قال الكتاب. هكذا قرأ كيسنجر ونجح وهو يعلم أن نجاحه مؤقت.
سوف ينجح “حل الدولتين” إذا جرى رسمه على نحو يتيح للدولة الثانية أن تغدو الأولى كما في الكتاب. هل هذا ما في الكتاب؟ نعم.
* دمشق 3 شباط 2024.

السابق