النادي الأدبي ودور المعلم في الأدب والثقافة

الثورة – رفاه الدروبي:

سيبقى معلمونا وشماً في ذاكرتنا إلى الأبد، وستبقى أصواتهم وصورهم ترنُّ في آذاننا وتتراءى أمام أبصارنا حتى آخر العمر، لقد علَّمونا مذ كنَّا صغاراً لفظ الحروف وتناغم الكلمات وترابطها مع بعضها البعض، مؤمنين بأنَّ الخلية الأولى للتدريس تبدأ من البيت، إذ يتلقَّى الطفل تعليمه من معلمة أنجبته وربَّته وسهرت الليالي من أجله ليتلقفه المعلمون في المراحل الدراسيَّة المختلفة ويُقدِّموا له عصارة فكرهم .
“المعلم ودوره في الأدب والثقافة” كانت عنوان الندوة للنادي الأدبي في ثقافي أبي رمانة بإدارة الدكتور راتب سكر، واستضافة مجموعة شخصيَّات مختصَّة في مجالات التربية النفسية تناولت أعلاماً أدبيَّة وفنيَّة تشكيليَّة وإعلاميَّة.
رسالة معلم العمل
عاد الناقد عماد ندَّاف إلى أيام خلت قضاها مع معلمه الدكتور فؤاد شربجي، صاحب الدور الفعَّال في بداية تسعينيات القرن الماضي في الأعمال الدرامية وتأسيس قنوات تلفزيونية أهمها: “الإخبارية السورية، الدنيا، لنا، وشركات إنتاج عدَّة”. كان يُركِّز في عمله الإعلامي على المعنى والهدف والرسالة الاجتماعية والفنية للمتلقِّي، ويعقد الاجتماعات اليوميَّة مع كادر التحرير في التلفزة السورية يوميَّاً كي يعرف ما يطلع عليه كادر المحررين من الأحداث اليومية والأخبار المختلفة المنشورة في أغلب الصحف العربية وغيرها، ويُشدِّد على إتقان العمل وكيفية إعداد البرامج بطريقة جريئة، مُدافعاً عن وجهة نظر الشخصية المتواصل معها مهما كانت الضغوط، ويزيد ذكراه بأنَّ المعلم مظلوم وبحاجة إلى قرع جرس الإنذار للوقوف إلى جانبه كونه حامل رسالة. يُربِّي أجيالاً تقع على عاتقهم مسؤولية تأدية رسالة مهمة في بناء المستقبل.
علامة العربية في بلاد الشام
لكنَّ الكاتب عبد الله نفاخ لم يعِ حياة والده العلَّامة راتب نفاخ لأنَّه كان في السادسة من عمره يوم توفَّى، ما جعله لا يتذكَّر إلا خيالاتٍ وتلاميذ ارتادوا منزلهم، ويوم زار مع والده ووالدته بيت الجد، ثمَّ عادوا جميعاً إلى المنزل؛ بينما خرج الوالد مُحمَّلاً على الأكتاف، تاركاً حياةً حافلة بالإنجازات وكتباً ورسالة ماجستير وحدها تقبع في سقيفة المنزل كادت الرطوبة تأكل ملامحها إلا أنَّه مسح عنها غبار الأيام وهيَّأها للطباعة من جديد لتكون بين أيدي الدارسين معافاة سالمة. يستفيدون منها ويُفيدون، وقد وصفه تلميذُه الدكتور محمد أحمد الدالي بقوله: “كان الأستاذ راتب النفاخ علَّامةَ العربية في بلاد الشام”،
تلقَّى العلامة تعليمه في كلية الآداب- جامعة دمشق، أول افتتاحها، وتخرَّج في قسم اللغة العربية عام 1950م. كان متفوِّقاً في دراسته حتى حظي بإعجاب أساتذته وأترابه، ومن زملاء دفعته الباحث الأديب صالح الأشتر، والأديب المترجم محمد فريد جحا.
عُيِن مُدرِّساً للعربية في ثانويات دمشق ثمَّ درعا وقضى فيها سنتين، ثم أصبح مُعيداً في كلية الآداب بجامعة دمشق عام 1953، وأُوفِد في عام 1955م إلى جامعة القاهرة لإكمال دراساته العليا، فحاز فيها على شهادة الماجستير بمرتبة الشرف عن رسالته المتمحورة حول حياة الشاعر ابن الدمينة وإبداعه وعصره وتحقيق ديوانه، بإشراف الدكتور شوقي ضيف، كما أنجز بحثاً لرسالة الدكتوراه في القراءات القرآنية مع تحقيق كتاب معاني القراءات لأبي منصور الأزهري، بإشراف الدكتور شوقي ضيف أيضاً، لكنَّه امتنع عن مناقشتها.
خلدت أعماله
بينما معلم مدير متحف الفن الحديث  في وزارة الثقافة وسام قطرميز  كان والده النحات عبد السلام قطرميز  ، وابن مدينة أبي الفداء لكنَّه كان من خريجي كلية الفنون الجميلة في جامعة القاهرة. ورغم قلة الأعداد في الفترة عينها إلا أنَّه أنجز العديد من النصب التذكارية في المحافظات السورية، إذ ابتدأت رحلته من السويداء بنحت شخصية سلطان باشا الأطرش، ثم درعا فنحت شخصية من المجتمع المحلي يحمل في يده سنبلة قمح، ونصباً آخر من الفسيفساء فيه إشراقة وبصمة تُخلِّد النضال ضد المستعمر الفرنسي في محافظه حماة، إضافة إلى لوحة بانورامية أنجزها في مجمع صحارى بالتعاون مع نجله.
درَّس الفنان قطرميز مادة النحت الاختصاصيَّة في مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية لسنوات واضعاً خبرة تجاربه بين أيدي الطلبة، حتى امتدَّ عمله إلى كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق ليساهم بدوره التعليمي في إغناء العملية التدريسية الأكاديمية – قسم النحت بشقَّيه: النظري والعملي.
ومن أهم محطات عمله: ترميم قصر الثقافة بدمشق- مكتب عنبر، وبناء العقلية الفنية المُتمثِّلة في أنواع الزخارف والفنون التراثية الشرقية من العجمي والقاشاني، إلى الأبلقيَّة، والمشقَّف، والفسيفساء.

 

رأب الصدع

تأثَّر الجمهور بدور المعلم مُخلِّدين بحر عطاءاته الكثيرة، داعين إلى رأب الصدع بينه وبين الطلبة ولاسيَّما في أيامنا الراهنة باعتباره يُؤدِّي رسالة سامية، إذ صار دوره مُهمَّشاً وتحوَّل البعض إلى بائع دروس خصوصيَّة، لذا لابدَّ من التفكير بواقعه بعمق لأنَّ تأخُّره يُشكِّل خراباً اجتماعياً كبيراً، ناهيك عن دوره في إعادة إعمار النفوس وخاصة أساتذة اللغة العربية وتأهيلهم من ناحية الذائقة الجمالية كي يُميِّزوا بين الغثِّ والمفيد، ونشر ما يكتب الطلبة على صفحات التواصل الاجتماعي ومتابعتها، والإعلان عن مسابقات تستهدف الشريحة العمرية سواء أكان من الوزارة أم من اتحاد الكتَّاب العرب، كي تُشكِّل حافزاً مهمَّاً للطفل خاصةً، وإبلاغ الأهل للاهتمام بأبنائهم، وتوفير الكتب التشجيعية المُلائِمة لتغذية الطلبة: فكرياً ومعرفيَّاً، إذ تُعتبر رافداً مهماً وتوضع في مكتبة المدرسة، أو من مقتنيات المعلمين أنفسهم، أو في المراكز الثقافية، بهدف إطلاق المواهب وترك العنان لها لترى النور، فالمعلم له دور في حياة الطفل، وكل شخص يتذكَّر معلماً كان مميزاً في حياته إيجاباً؛ أو مُدمِّراً. لكن في كلا الحالتين أعطاه حافزاً للتفوّق حتى سبق معلِّميه أحياناً، لذا لا بدَّ من الدعوة لتحسين وتعزيز واقع المعلم وإجراء دراسات حول وضعه المعاش نظراً لدوره الأساس في نهضة القطر.
ثمَّ تطرَّق المداخلون إلى ذكر أهميّة المعلم في مجال الفن التشكيلي، وضرورة توجيه الأنظار إلى إنجاز نصب تذكارية موغلة في حنايا التاريخ عبر ندوات تكون بإشراف مختصين وخبراء وتحدّد لها شروط ولجان علمية، ولاسيَّما أن سورية ولَّادة لفنانين كبار، لهم باع طويل على الساحة الفنية التشكيلية.

آخر الأخبار
مركز التلاسيميا بدمشق ضغط في المرضى وقلة في الدم الظاهر: نستقبل أكثر من ٦٠ حالة والمركز لا يتسع لأك... استمرار حملة إزالة البسطات العشوائية في شوارع حلب الأونروا: لم تدخل أي إمدادات إلى قطاع غزة منذ أكثر من 7 أسابيع صحة حلب تتابع سير حملة لقاح الأطفال في منبج هل سيضع فوز الليبراليين في انتخابات كندا حداً لتهديدات ترامب؟  بمبادرات أهلية تركيب 60 جهاز إنارة لشوارع دير الزور غرق عبارتين تحملان شاحنات بنهر الفرات الثورة" على محيط جرمانا.. هدوء عام واتصالات تجري لإعادة الأمن العفو الدولية": إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية في غزة ويجب محاسبتها   العراق تدعو لتسوية تضمن وحدة سوريا واستقراها 90 ألف غرسة مثمرة والخطة لإنتاج 69 ألف غرسة أخرى في القنيطرة ثانوية جديدة للعلوم الشرعية في طفس تعاون هولندي ومشاريع قادمة لمياه حلب بحث احتياجات حلب الخدمية مع منظمة UNOPS   المخابز تباشر عملها في درعا بعد وصول الطحين خليل لـ "الثورة": ندرس إعادة التأمين الصحي والمفصولين إلى عملهم لجنة لدراسة إعادة المفصولين من عملهم في شركة كهرباء اللاذقية   سرقة طحين ونقص بوزن الخبز أكثر ضبوط ريف دمشق وطرطوس الارتقاء بالتعليم في جبلة نقاش في تربية اللاذقية مياه الشرب" طاقة شمسية وأعمال صيانة وتأهيل للخدمات في الريف