الثورة – طرطوس – ربا أحمد:
لحظات قتلت أمان عمر كامل في السادس من شباط من العام الفائت.. وفجر حمل ليلاً طويلاً في قلوب أهالي محافظة طرطوس والتي كان من نصيبها أن تواجه كارثة الزلزال.
نقيب المهندسين بطرطوس المهندس حكمت إسماعيل أشار إلى أن طرطوس من المحافظات التي لم يحصل فيها انهيارات كاملة للأبنية، وإنما بقيت جزئية في مناطق متفرقة من ريف المحافظة سواء في القدموس أو صافيتا أو الدريكيش، وتشكلت اللجان في حينها من قبل النقابة لمتابعة الأبنية المتضررة وللكشف وتقدير حالتها الإنشائية، حيث توزعت اللجان المؤلفة من أكثر من 80 مهندساً على كامل مساحة المحافظة ودون مقابل، والتي بينت أن الزلزال وصل للمحافظة بقوة 5,4 على مقياس ريختر والأبنية الحديثة شيدت لتقاوم شدة 5-6 ريختر، وبالتالي كانت الانهيارات البسيطة والجزئية في أبنية قديمة لم تتم فيها صيانات دورية وبنيت حينها دون مراقبة مهندسين.
ودعا إلى العمل على الصيانات الدورية للبناء لأن البيتون ليس مادة كتيمة بل نفوذة وفي حال عدم الصيانة يتعرض الحديد للأكسدة ويزداد حجمه من 5-8 أضعاف ما يؤدي لتشقق البيتون حوله وخروج الحديد عن فعاليته.
عضو المكتب التنفيذي المختص المهندس محمد المحمد أوضح أن المحافظة شكلت منذ الأيام الأولى لحدوث الزلزال 30 لجنة كان منها 12 لجنة ضمن المدينة و13 لجنة للمناطق ولجنة خاصة بالمواقع الأثرية ولجنة خاصة بالمباني والمواقع الحكومية ولجان لاستكمال البيانات، فكان أن بلغت عدد الكشوف وفق طلبات المواطنين 7325 كشفاً، 19 حالة تبين أنها بحاجة للهدم و1750 حالة بحاجة للتدعيم و5556 حالة تبين أنها آمنة بالكامل، كما تم استهداف 1677 حالة من قبل المحافظة بالتعاون مع المنظمات الدولية والتي صنفت بأنها ذات طابع خطر نوعا ما ويحتاج لإخلاء جزئي أو كامل بحيث قدمت تلك المنظمات المبالغ المالية المطلوبة لأصحاب تلك العقارات.
ترميم 33 منزلاً في القدموس
بدوره أشار رئيس مجلس مدينة القدموس المهندس طارق عطفة إلى أن أضرار الزلزال في القدموس تركزت بشكل كبير في انهيارات لمجموعة المباني الحجرية المحيطة بالقلعة في البلدة القديمة، مؤكداً على أن غالبية الضرر كان نتيجة عدم الصيانة الدورية للبناء في بيئة ساحلية رطبة تضعف البنية والعناصر الحاملة، وبعد الكشف الفني من قبل اللجان المشكلة أخليت الأسر الموجودة في تلك المباني وتم استئجار منازل مفروشة لها لمدة عام، ونقل المتضررين إليها بالتعاون مع الجمعيات المحلية والمنظمات الإنسانية وتقديم السلل الغذائية والمفروشات والإعانات المالية.
وأضاف: بالتنسيق والتعاون مع منظمة الآغا خان تم ترميم 33 منزلاً ضمن البلدة القديمة، إضافة إلى أنه تم توقيع بروتوكول بين منظمة الآغا خان للخدمات الثقافية ومديريتي الأوقاف والآثار بالتنسيق مع مدينة القدموس لترميم موقعي جامع جلال الدين وموقع المولى حسن الأثريين حيث لايزال العمل مستمراً فيهما.