الثورة – منهل إبراهيم:
من مظاهر الحرب العدوانية على قطاع غزة تدمير البنى التحتية والسكنية، والنزوح الهائل للشعب الفلسطيني من القطاع وماحوله وهذا يشير إلى أن كيان “إسرائيل” يقود مؤامرة لتهجير الشعب الفلسطيني، ليس من غزة فحسب بل من الضفة الغربية والقدس، بدعم من أمريكا والغرب.
“إسرائيل” دمرت في حربها على غزة مناطق سكنية كاملة في مختلف أنحاء القطاع ، وتحولت الشوارع المكتظة سابقا إلى ركام، وتم تدمير الجامعات وتجريف الأراضي الزراعية، كذلك انتشار الخيام التي تأوي الآلاف من الأشخاص الذين فقدوا منازلهم.
وتشير تقديرات لمراكز أبحاث إلى أن ما بين 144 ألف مبنى و175 ألفا في قطاع غزة قد تضرر أو دمر، وهو ما يعادل بين 50 و 61 في المئة من مباني غزة.
ونزح حوالي 1.7 مليون شخص – أكثر من 80 في المئة من سكان غزة – وتجمع نصفهم تقريباً أقصى جنوب القطاع، وفقًا للأمم المتحدة.
وقد رفضت مصر خططا لـ “إسرائيل” لإجبار الفلسطينيين في غزة على النزوح بشكل جماعي كبير عبر معبر رفح، حيث أكدت أن هذا الأمر مرفوض لأنه يؤدي الى تفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها ويضيع حق الفلسطينيين في أرضهم وإقامة دولتهم المستقلة.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية حجم الدمار الهائل في قطاع غزة الذي لم يستثن الأراضي الزراعية. ويلجأ جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى تجريف وقصف المزارع التي كانت تنتج 44% من غذاء سكان القطاع قبل العدوان وذلك بحجة البحث عن أنفاق محتملة تحتها أو بزعم أنها تستخدم من قبل المقاومة لإطلاق الصواريخ.
وفي هذا السياق قال وزير الأشغال والإسكان الفلسطيني، محمد زيادة، في تصريح لوكالة سبوتنيك الروسية إن استمرار الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة دفعت مليونا و800 ألف مواطن للعيش في العراء، ومسحت 40% من المدن، وأكثر من 50% من البنية التحتية.
وأوضح أن الفلسطينيين يعيشون في القطاع وضعا كارثياً، بعد عمليات القتل وفقدان الأمان والخوف من انتظار الموت بسبب ظروف الحياة غير المناسبة، مبينا أن الفلسطيني في غزة يتعرض إلى جوع وبرد وأوبئة وفقدان الرعاية الصحية، لافتا إلى الجرحى وأصحاب الأمراض المزمنة، وظروف البيئة السيئة.
وذكر وزير الأشغال والإسكان الفلسطيني، أن “إسرائيل” تقود مؤامرة لتهجير الشعب الفلسطيني، من غزة والضفة الغربية والقدس بدعم من أمريكا والعالم الغربي، معتبراً أن قرار محكمة العدل الدولية كشف الرواية الإسرائيلية، ولأول مرة “إسرائيل” تقف في قفص الاتهام كمتهمة بالإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، لكن في الوقت نفسه منذ تاريخ إعلان قرار المحكمة لم نشاهد أو نشعر بأي تغيير في سلوك “إسرائيل”.
ووصف زيادة قرار بعض الدول بوقف تمويل وكالة أونروا بالجائر، معتبراً أنه مشاركة مباشرة في جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها “إسرائيل” ضد الشعب الفلسطيني.

التالي