انعدام الخدمات في “بيت سحم”.. الأهالي لـ “الثورة”: 1200 خط هاتف معطل ولا كهرباء من دون أمبيرات.. تلال من القمامة وطوفان بالصرف الصحي ورئيس البلدية أقفل بابه
الثورة – ريف دمشق – رولا عيسى:
معاناة وتردٍ في حال خدمات يومية بديهية يحتاجها أهالي بلدة بيت سحم بريف دمشق، أفردها عدد من ممثلي الأهالي حاملين معهم عشرات التواقيع من أبناء المنطقة إلى صحيفة “الثورة”، وكلهم ثقة في نقل شكاويهم ومعاناتهم في أبسط ما يجب أن يتمتع به جهاز الإدارة المحلية والبلدية والمجلس المحلي في بلدتهم.
شكاوى بالجملة..
أحد أعضاء اللجان الأهلية في بلدة بيت سحم- باسل سعد الدين- قال لصحيفة “الثورة”، التي حضر إليها مع عدد من أهالي المنطقة، بعد جمعهم لشكاوى ومشكلات وتساؤلات أهالي بيت سحم البالغ عددهم ٧٣ ألف نسمة: بلدة بيت سحم كغيرها من بلدات الغوطة الشرقية تعاني من آثار الحرب والإرهاب الذي استهدف كل ما فيها من بنى تحتية ولم يسلم حتى الشجر، لكنها أول البلدات التي لفظت الإرهاب والمجموعات الإرهابية بعد تحريرها على أيدي وتضحيات الجيش العربي السوري وحاولت العودة السريعة للحياة الطبيعية، إلا أن أهالي البلدة اصطدموا بمجلس بلدي لا يملك الخبرة والقدرة على الإحاطة بالجانب الخدمي والاجتماعي للبلدة، وعليه لم يلمس أهالي المنطقة أي نوع من أنواع التحسن على صعيد الخدمات بل العكس هنالك تراجع يومي في الخدمات بشكل جعل الأهالي في حالة من ضعف الثقة بمجلسهم البلدي، وإمكانية التخفيف من معاناتهم المستمرة على صعيد خدمات الإدارة المحلية من نظافة وصرف صحي وشوارع وكهرباء ومياه، وحتى إيصال مادة الخبز إليهم.
لا نستطيع الوصول إلى رئيس البلدية..
وفي تفاصيل الشكوى فإن المنطقة تعاني نقصاً كبيراً في الخدمات وعدم التجاوب مع أي شكوى يطرحها الأهالي، حتى أن الشاكين يقولون: رئيس البلدية يقوم بإغلاق بابه أمام المراجعين ولا يتلقى أي شكوى، ولم يكتف بذلك بل عمل على إقفال بابه من الداخل بشكل لا يستطيع أي مواطن الوصول إليه للاستماع إلى شكواه.
وقال الأهالي: هناك انتشار للأمراض جراء مياه الصرف الصحي الطافية على شوارع البلدة من دون أي علاج ناهيك عن عشرات الفتحات من الصرف الصحي المكشوف ضمن شوارع البلدة وسط مبررات (نقص الكوادر)، وثمة لا مبالاة غير مقبولة من المعنيين في ما يحصل من ترد في الخدمات يوماً بعد يوم، فحتى الشكاوى عن انقطاع الكهرباء وعدم الحصول عليها إلا كل يومين لا يسمعها أحد، فأين مديرية الكهرباء من كل هذا؟
لا كهرباء من دون أمبيرات..
ويتابعون: لولا الأمبيرات ليس لدينا أي نوع من أنواع الكهرباء، كما أن أصحاب الأمبيرات يشتكون من ارتفاع أسعار المازوت الذي يضطرون لشرائه من السوق السوداء بسعر ١٥ ألف ليرة لليتر، وكل ليتر يعادل كيلو كهرباء.
الدلال لأصحاب المعامل والورش..
وأضاف الأهالي في شكواهم أنه إضافة إلى التقنين الكهربائي هنالك الأعطال اليومية، وعند محاولة التواصل مع طوارئ الكهرباء في المنطقة لا أحد يتجاوب منهم، وبالمختصر لا وجود للطوارئ لتخديم الأهالي والمنطقة، وكل ما يحصل هو الاهتمام بالمعامل الصناعية والورش الموجودة في منطقة بيت سحم وتأمين الكهرباء لها دون تأمينها للمنازل والأهالي.
قمامة في الأبنية وكلاب شاردة..
وعند سؤالنا عن خدمات النظافة.. فهنا الإجابة أتت مع صورة واقعية لحالة النظافة، حيث بدت حاويات القمامة ممتلئة – وليس هي وحسب – بل الشارع من حولها، إضافة لتجمع القمامة في الأبنية السكنية، ناهيك عن انتشار وتجمع الكلاب الشاردة حولها، وعند الشكوى أيضاً الإجابة: لا كوادر، وأن عمال النظافة لا يمكنهم وضع السم لمنع الكلاب من التواجد بالقرب من القمامة بسبب انتشار النباشين بشكل يومي.
نقص مخصصات الخبز..
شكوى الأهالي تضمنت معاناة في الحصول على مادة الخبز، قائلين: الفرن الوحيد في البلدة يبدأ عمله الساعة الثالثة صباحاً ويغلق قي الثامنة صباحاً، وهو لا يبيع الخبز إلا للمعتمدين، وهنالك سوء في التعامل مع الأهالي، وبدورهم لا يوصلون المادة للمواطنين بكامل المخصصات اليومية، ويبررون ذلك بعدم كفاية مخصصاتهم اليومية من المخابز.
1200 خط هاتف معطل..
شكوى أهالي بيت سحم – وفق ما جاء على لسان سعد الدين- تتضمن عدم وجود خدمة هاتفية لـ ١٢٠٠خط هاتف معطل بسبب الصرف الصحي، وعند التواصل مع مديرية الاتصالات جاء التبرير هكذا “إن فيضان الصرف الصحي وصل إلى الكابلات مما أخرجها عن الخدمة”!.
المياه مرتبطة بالكهرباء..
وبالنسبة لوصول خدمة المياه يقول الأهالي: وصول المياه إلى المنازل مرتبط بالكهرباء والتقنين، وعليه فإن جزءاً من الاشتراك بالأمبيرات من أجل الحصول على المياه.
لا صالة للسورية للتجارة..
الأهالي تساءلوا عن أسباب غياب صالات المؤسسة السورية للتجارة عن بلدتهم على الرغم من الحاجة الكبيرة لها نتيجة الاستغلال في أسعار المواد والحصول على مخصصاتهم من مواد البطاقة الالكترونية، مطالبين بافتتاح صالة للسورية للتجارة، وهذا الأمر من مهمة البلدية لتأمين المكان أولاً لافتتاح الصالة، لكن يبدو أن اللامبالاة حتى في هذا الأمر.
أخيراً.. ما وصلنا من شكوى وضعنا بصورتها أهالي بيت سحم مناشدين الجهات المعنية بالوقوف على مشكلاتهم وإيجاد الحلول لها، وعليه بدورنا ننشرها لتصل إلى الجهات المعنية وصاحبة القرار.. وبدورها تعمل على سماع صوت هؤلاء الأهالي وتتخذ ما يلزم من حلول.