الثورة – آنا عزيز الخضر:
لم يكن الفيلم الروائي الطويل “أيام الرصاص” مجرد فيلم حائز على تكريم وجوائز.. آخرها جائزة أفضل تمثيل في مهرجان سينمانا الدولي في سلطنة عمان بدورته الخامسة، بل كان فيلماً بأسلوبه الواقعي ومصداقيته، قد أوصل رسالة الفن السوري للعالم أجمع، حيث صور ما صنعته تلك الحرب الشنيعة، وما تركته من معاناة عاشها جميع الناس في كل الاتجاهات.. فعوالم الفيلم وأجواؤه الواقعية أضاءت على حاﻻت المجتمع السوري في ظل الحرب، وكشفت تداعياتها الكثيرة وتبعاتها وآثارها على حياة الناس.. اجتماعياً وإنسانياً ومادياً وغيرها.
يدور الفيلم حول قصة رجل أخذته الحياة بعد التقاعد، ليكتشف انهيارات وضياعا في محيطه بتأثير الحرب.. بدءا من أفراد أسرته وانتهاء بالمعارف والأصدقاء، وقد تغيرت العلاقات وتخلخلت، وباتت تحكمها معايير أخرى دخيلة ، وغيرها الكثير من الإشكالات المختلفة.
حول الفيلم وتفاصيله ودور الفن السينمائي ورسالته في نقل الواقع، تحدث الفنان هاشم غزال قائلاً: عندما يقال إن الفن هو مرآة المجتمع، فهذا يضعنا كفنانين أمام مسؤولية كبيرة.. ونسأل كيف لهذه المرآة، أن تنقل صوراً حقيقية صافية، تضع المجتمع أمامها، لتقول له: هذا واقعنا، وهؤلاء أنتم، فانظروا ماذا تفعلون؟
وكلما كانت المرآة صافية، كلما كانت قصصها حقيقية، فكيف سيكون النتاج إذا كانت المرآة قد شاركت في صناعة عوالمها قامة كبيرة، مثل الأستاذ أيمن زيدان، مؤلفاً ومخرجاً وبطلاً، بالتأكيد سيكون “أيام الرصاص” عصارة تجربة هامة لفنان متميز، وهو من عرابي الدراما السورية، فالفيلم كان تجربة رائعة، قدم الواقع بشكل ذكي ودقيق، وكانت تجربتي فيه حالة فنية جميلة، عشتها بحق أثناء مشاركتي في “أيام الرصاص” وسعدت بفوز الفيلم بجائزة التمثيل للفنان القدير أيمن زيدان، لأنه في المحصلة هو فوز للفن السوري، وهذا فخر كبير لنا، متمنياً لأعمالنا المزيد من النجاح والتألق، فهو نجاح وتألق يوصلان رسالتنا.
الفيلم من إنتاج المؤسسة العامة للسينما والإشراف العام: مراد شاهين، وسيناريو: أيمن زيدان- أحمد عدره، إخراج: أيمن زيدان.
تمثيل: أيمن زيدان، سعد مينه، حازم زيدان، غابرييل مالكي، سالي أحمد، لمى بدور، حسام سلامة، دلع نادر، غريس أحمر، يامن سليمان، تاتيانا أبو عسلي، قصي قدسية، هاشم غزال .. الخ.