ظافر أحمد أحمد
الحصيلة مريرة أيضا بحق الفلسطينيين خارج غزة إذ قضى منذ بداية طوفان الأقصى عشرات الشهداء الفلسطينيين برصاص المستوطنين، إضافة إلى عشرات الجرحى..، ويتم ذلك بسلاح من خارج جيش الاحتلال ولكن تحت إشرافه وبرعايته حيث يتساهل كيان الاحتلال مع تسليح مستوطنيه ويحميهم خلال عمليات اعتداءاتهم على الفلسطينيين..
وتشمل اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين شتى أشكال الإرهاب من (اقتحامات وتخريب وسرقة ومصادرة الممتلكات، وتجريف الأراضي واقتلاع الأشجار..)، ويمكن الإشارة إلى أنّه خلال أربعة أيام فقط قام مستوطنون بإحراق منازل ومركبات في قرية برقة قرب نابلس، واعتدى المستوطنون على قرية شرقي بيت لحم وأحرقوا منازل ومركبات، وتمّ تسجيل حوالى مئتي اعتداء للمستوطنين خلال شهر كانون الثاني الماضي لوحده شملت الخليل ونابلس ورام الله..
صادر كيان الاحتلال ملايين الدونمات بعد العام 1967 لبناء المستوطنات، ومن الواضح بأنّ إحدى طرق المصادرة أن يقوم المستوطنون بالاستيلاء على الأراضي بالعنف..، وتمّ زيادة صلاحيات ما يسمى الجمعيات الاستيطانية في الاستيلاء على الأراضي، لإقامة مستوطنات في قلب التجمعات الفلسطينية، ضمن القدس الشرقية وفي مناطق في الضفة الغربية خصوصا المنطقة المسماة (ج) وكل ذلك بغية إعادة رسم الخارطة الديمغرافية للضفة الغربية والقدس بما يضمن محاصرة الفلسطينيين في كل مكان على أرض فلسطين التاريخية..
ومن أخطر الأمور الاستنفار الإسرائيلي في مخطط توسيع حدود بلدية القدس عدة أضعاف بغية إقامة مستوطنات داخل شرقي القدس وضمان الوصول إلى أن تصبح الأغلبية الساحقة فيها يهودا، ويتم إقامة المستوطنات لتطويق الأحياء الفلسطينية وتقطيع أوصالها لمنع وجود كتلة ديمغرافية فلسطينية متماسكة تشكل قوة اقتصادية أو سياسية..
ويعمل الاحتلال للوصول إلى تشابك سكاني يمنع أي إمكانية لتقسيم القدس في أي حل سياسي مستقبلي، بحيث تكون بغالبيتها مستوطنون خصوصا من الأكثر تطرفا في ممارسة العنف المرتبط بقناعات صهيونية تنفي حق الفلسطيني في الوجود والحياة..، وبالتالي يفرض الاحتلال (يهودية القدس وأنّها عاصمته الأبدية وغير قابلة للتقسيم)..
إنّ وتيرة الاعتداءات التي يقوم بها المستوطنون توضح زيادة صلاحياتهم في قتل الفلسطينيين والتنكيل بهم، وبذلك تتوضح أكثر وأكثر حقيقة الاحتلال الاستيطاني الذي أساسه عنف المستوطنين، وعندما تتباين حالات التطرف بين شرائح مستوطنيه، فهي شكلية تجاه طريقة قتل الفلسطينيين أو تهجيرهم عبر مخطط استيطاني أو من خلال صاروخ أو قذيفة طائرة أو أي سلاح يملكه جيش الاحتلال أو بسلاح يملكه مستوطن أبرز كفاءاته أنّه يملك (عقيدة صهيونية) تسمح له بتجريب رصاصه في أجساد الفلسطينيين..
