“الغارديان”: يمكن لبايدن أن يوقف القصف على غزة في الحال

 

الثورة – ترجمة رشا غانم:

حتى الأسبوع الماضي، قتل أكثر من 12300 طفل فلسطيني في غزة، وأصيب عشرات الآلاف بجروح في أربعة أشهر فقط، ثم كانت الأخبار الليلية، الآن، لدينا جميعاً تطبيق “الانستغرام”، يقول المحامي الأيرلندي بلين ني غرالي لمحكمة العدل الدولية في لاهاي الشهر الماضي:” لا يزال المجتمع الدولي يخذل الشعب الفلسطيني”، على الرغم من رعب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني التي يتم بثها مباشرة من غزة إلى هواتفنا المحمولة وأجهزة الكمبيوتر وشاشات التلفزيون، أول إبادة جماعية في التاريخ حيث يبث ضحاياها دمارهم في الوقت الفعلي من شدة اليأس، وبلا جدوى حتى الآن، يأملون أن يفعل العالم شيئاً ما “.
أنسى العالم، فجو بايدن، مثل ريغان الذي كان قبله، يمكن أن ينهي المذبحة الحالية بمكالمة هاتفية واحدة مع بنيامين نتنياهو، فهو أيضاً لديه “هذا النوع من القوة”.
يقول الكاتب:” لا تصدق أي شخص يخبرك بخلاف ذلك، أولئك في وسائل الإعلام الذين يقولون إن “أمريكا تكتشف حدود نفوذها على إسرائيل”، أولئك في الكونغرس الذين يجادلون بأن رؤساء الولايات المتحدة “ليس لديهم نفوذ كبير على إسرائيل كما اعتقدوا”، أولئك في البيت الأبيض الذين يزعمون أنهم “غير قادرين على ممارسة تأثير كبير على أقرب حليف لأمريكا في الشرق الأوسط لتغيير مسارها”.
هذا كله هراء مخادع، ويشير إلى أنه، على حد تعبير الناقد الإعلامي آدم جونسون، “عجز مزعوم” تم دعمه بسلسلة من “التسريبات التي تخدم مصالحها الذاتية” من البيت الأبيض والتي تصر على أن الرئيس “قد يكون منزعجاً أو لا يكون نوعاً ما بسبب” تصرف الكيان الإسرائيلي.
الحقيقة هي أن القائد العام لأغنى دولة في تاريخ العالم بعيد كل البعد عن أن يكون عاجزاً، ومثل كل قائد أعلى من قبله، يمتلك الكثير من النفوذ، كيف لنا أن نعرف؟ أولاً، لأن أعضاء مؤسسة الدفاع الأمريكية يقولون ذلك، خذ على سبيل المثال بروس ريدل، الذي أمضى ثلاثة عقود في وكالة المخابرات المركزية وفي مجلس الأمن القومي، لتقديم المشورة لأربعة رؤساء مختلفين، حيث أشار ريدل في مقابلة أجريت معه مؤخراً إلى أن “الولايات المتحدة لديها نفوذ هائل”، والذي صرح في مقابلة أجريت معه مؤخراً:” كل يوم نزود إسرائيل بالصواريخ والطائرات بدون طيار والذخيرة التي تحتاجها لمواصلة حملة عسكرية كبيرة مثل الحملة على غزة.”
ومع ذلك، اعترف ريدل بأن الرؤساء الأمريكيين كانوا خجولين بشكل ملحوظ بشأن استخدام هذا النفوذ لأسباب سياسية داخلية، وثانياً، نعلم أن بايدن لديه نفوذ كبير لأن أعضاء مؤسسة دفاع الكيان الإسرائيلي-كما أشار الكثير من المراقبين- يقولون ذلك أيضاً، ففي أواخر تشرين الأول 2023، تحدى مشرعو الكيان الإسرائيلي، يوآف غالانت-وزير الدفاع- قرار السماح بدخول القليل من المساعدات الإنسانية إلى غزة، قبل إطلاق سراح أي رهائن، كيف استجاب غالانت؟ “أصر الأمريكيون ونحن لسنا في مكان يمكننا فيه رفضهم، نعتمد عليها في الطائرات والمعدات العسكرية، ماذا يفترض بنا أن نفعل؟ هل نقول لهم لا؟”.
وفي الشهر التالي، ذهب جنرال الكيان الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك إلى أبعد من غالانت، وقال في مقابلة في تشرين الثاني:” كل صواريخنا والذخيرة والقنابل الموجهة بدقة وجميع الطائرات والقنابل كلها من الولايات المتحدة”، “في اللحظة التي يوقفون فيها إمدادنا، لا يمكنك الاستمرار في القتال، فليس لديك قدرة، الجميع يفهم أنه لا يمكننا خوض هذه الحرب بدون الولايات المتحدة”.
هل فهمت ذلك؟ لا يمكن للإسرائيليين رفض ما يطلبه منهم الأمريكيون، في الواقع، يمكن لرئيس الولايات المتحدة ‘إيقاف الإمداد والدعم”-الذخيرة والقنابل والمعلومات الاستخبارية- وبالتالي إنهاء ما وصفته محكمة العدل الدولية إبادة جماعية في غزة، وثالثاً، نعلم أن بايدن لديه القدرة على منع نتنياهو من قتل الفلسطينيين بشكل جماعي في غزة لأنه قد فعلها من قبل، في أيار2021، قصف الكيان الإسرائيلي القطاع لمدة 11 يوماً متتالياً، ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 فلسطيني، من بينهم 66 طفلاً، وخلال الفترة نفسها، أطلقت جماعات فلسطينية في غزة أكثر من ٤٠٠٠ صاروخ على “إسرائيل”، وكما هو الحال الآن، رفض نتنياهو الدعوات إلى وقف إطلاق النار- من فرنسا ومصر والأردن، لكن خمن من لم يستطع رفضه؟ نعم، رئيس الولايات المتحدة، حيث أفاد الصحفي فرانكلين فوير:” أن بايدن اتصل بنتنياهو في 19 أيار، فرد نتنياهو:” “يا رجل، لقد انتهى الأمر”، وبعد يومين، تم الإعلان عن وقف إطلاق النار، وبعد أقل من شهر، طُرد رئيس الوزراء الإسرائيلي من منصبه.

يحب المعجبون بالرئيس الإشارة إليه على أنه “المعزي الرئيسي، ويسميه مساعدوه “كاثوليكي متدين”، أما هو فلقد تحدث عن نفسه، بشكل مؤثر ومطوّل، عن الحزن والخسارة والألم، فكيف ينام هو بايدن نفسه ليلاً، حيث تستمر القنابل الأمريكية الصنع في السقوط على الأبرياء في غزة ؟ كيف يبرر تقاعسه وتواطؤه ؟.
إذن، أيها الرئيس لا فائدة من “التنفيس” عن إحباطك على انفراد وإخبار مساعديك فقط أن الحرب “يجب أن تتوقف”، قل ذلك لنتنياهو، قم بإجراء مكالمة، وأنهي هذه الإبادة الجماعية.

 

المصدر – الغارديان

آخر الأخبار
مسؤولان أوروبيان: سوريا تسير نحو مستقبل مشرق وتستحق الدعم الرئيس الشرع يكسر "الصور النمطية" ويعيد صياغة دور المرأة هولندا.. جدل سياسي حول عودة اللاجئين السوريين في ذكرى الرحيل .. "عبد الباسط الساروت" صوت الثورة وروحها الخالدة قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرقها اتفاق فصل القوات 1974 "رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا قاصِرون خلف دخان الأراكيل.. كيف دمّر نظام الأسد جيلاً كاملاً ..؟ أطفال بلا أثر.. وول ستريت جورنال تكشف خيوط خطف الآلاف في سوريا الأضحية... شعيرة تعبّدية ورسالة تكافل اجتماعي العيد في سوريا... طقوس ثابتة في وجه التحديات زيادة حوادث السير يُحرك الجهات الأمنية.. دعوات للتشدد وتوعية مجتمعية شاملة مبادرة ترفيهية لرسم البسمة على وجوه نحو 2000 طفل يتيم ذكريات العيد الجميلة في ريف صافيتا تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار