تحضيرات لإنعاش الاستثمار الصناعي في المناطق الحرّة.. زيتون لـ”الثورة”: شراكات استراتيجية لاستثمار ميزات الموقع الاستراتيجي
المؤسســـة العامة للمناطق الحرة السورية … إنجاز جملة من الترتيبات التي من شأنها المساهمة في إعادة إنعاش وتعزيز الاستثمارات الصناعية في مختلف المناطق
الثورة – دمشق – نهى علي:
تعكف المؤسســـة العامة للمناطق الحرة السورية حالياً، علـــى إنجاز جملة من الترتيبات التي من شأنها المساهمة في إعادة إنعاش وتعزيز الاستثمارات الصناعية في مختلف المناطق، والتي تعتبر مرافق توظيف رأسمالي جاذبة، انطلاقاً من المرونة التي يتسم بها الاستثمار فيها، كمناطق حرّة تخضع لنظام استثمار موحّد بعيداً عن تداخلات وتشابكات القوانين واختصاصات مختلف الجهات.
ويؤكّد مدير عام المؤسسة محمد زيتون في تصريح خاص لـ”الثورة”، أن توجّه المؤسسة الراهن وتوجّه وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية نحو إعادة دفع عجلة الاستثمار الصناعي في المناطق الحرة السورية، هو جزء من التوجه الحكومي نحو هذا الهدف الاستراتيجي، نظـــراً للـــدور الاقتصـــادي والتنموي الذي يقوم به هذا النشــاط ضـمن المنــاطق الحـرة.
مهمة خاصّة
ويعتبر زيتون أن مهمة تشـجيع الاســتثمارات المختلفــة في المناطق الحرة كافة، تكتسب خصوصية وأهمية بالغة اليوم، لأننا في مرحلة إعادة بناء المنظومة والبنية الاستثمارية، وإعادة ضخ جرعات الإنعاش فيها بعد أن تأثرت كثيراً بالظروف التي سادت خلال السنوات السابقة والحصار الخانق الذي عانت منه البلاد، بالتالي يبدو دفع العمليــة الاستثمارية والإنتاجيــة في المناطق الحرة، من أهم الخيارات لزيــادة الصــادرات ذات المنشأ الســوري، سواء إلى الأسواق الخارجية أو الأسواق الداخلية.
وتعد البنية الإنتاجية في المناطق الحرة فيما إذا تم تعزيزها بالشكل المطلوب، بإتاحة منتجات هامة في السوق المحلية، وتتكامل مع برنامج إحلال بدائل المستوردات الذي ترعاه وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية، للاســتغناء تــدريجياً عــن اسـتيراد المــواد المماثلــة التــي ســيتم تصــنيعها فـــي المنــاطق الحــرة، وكـــذلك الاســتفادة مــن المـــوارد المحليــة بتصــديرها كمنـــتج مصــنع يحقــق قيمـــة مضافة محلية بدلاً من تصديرها كمواد أولية بأسعار متدنية، إضافة إلى خلق صناعات جديدة فـي المنــاطق الحــرة وتكون منتجاتها مدخلات للصناعات المحلية القائمة في القطر.
إعادة تأهيل
يوافق مدير عام “المناطق الحرة” على أن إعادة تأهيل هذا المرفق الاقتصادي الهام، وتنشيط الاستثمار الصناعي فيه، يحتاج إلى جهود مكثفة ومتكاملة، إذ أدت الحرب الإرهابية على سورية وكذلك الحصار الاقتصادي الجائر الــذي اســتهدف – من جملة ما استهدف – المنــاطق الحــرة الســورية، كأحد أهم المرافق الاقتصــادية، إلــى توقــف العديــد مــن المعامــل والمنشــآت الصــناعية التــي كانــت غالبيــة إنتاجهـــا يـــتم تصـــديره إلـــى الخـــارج، وكـــذلك كانت ترفـــد الســـوق المحليـــة بالمنتجـــات التـــي تلبـــي حاجـــة الاســـتهلاك المحلـــي، الأمــر الــذي أدى إلــى تراجع الاسـتثمار الصـناعي في السنوات الأخيرة بشكل كبير.
من هنا يؤكد زيتون أن المؤسســـة باهتمـــام ومتابعـــة وزارة الاقتصـــاد والتجـــارة الخارجيـــة، تدرس الوقائع والخيارات، ومن ثم محاولـــة إيجـــاد الحلـــول والمعالجـــة لإعـــادة الألق لهـــذا النشـــاط مـــن خـــلال إقامـــة اســـتثمارات صـــناعية ســـواءً صـــناعات تصـــديرية أو صــناعات تتكامــل مــع الصــناعات المحليــة أو صــناعات تــؤمن احتياجــات القطــر.
مركز إقليمي
يلفت مدير عام المؤسسة إلى أهميــة المنــاطق الحــرة الســورية انطلاقــاً مــن الموقــع الاســتراتيجي المميــز حيــث تــم إحــداث تســع منــاطق حــرة.
ويرى أن هــذه المنــاطق الحــرة تعتبر مراكز توزيع إقليمية وبوابات عبور للخارج تساهم في تنشــيط حركــة المرافــئ البحريــة وخــدمات النقــل وتــوفير فــــــرص العمالــــــة مــــــن خــــــلال الأنشــــــطة الاســــــتثمارية القائمــــــة فيهــــــا وفــــــق نظــــــام الاســــــتثمار المصــــــدق بالمرســــــوم رقم ٤٠ لعام ٢٠٠٣.
توزع أفقي
لدى سورية عدد لا بأس به من المناطق الحرة، وتتــوزع فــي (دمشــق– مطــار دمشــق الــدولي– عــدرا– حســياء– طرطــوس– اللاذقيــة الداخلية– اللاذقيــة المرفئيــة– حلب– اليعربية) وتتمتع هذه المناطق بمناخ استثماري تنافسي وهي إحــدى أهــم حاضــنات الاســتثمار، وتهــدف إلى جذب رؤوس أموال محلية وأجنبية من خلال الإعفاءات والحوافز التي تقدمها.
ويوضح مدير عام المناطق الحرة، أن الأنشطة الاســتثمارية الصـــناعية تتوزّع فـي المنــاطق الحرة في دمشــق– مطــار دمشـــق الــدولي – المنطقة الحرة بعدرا– المنطقة الحرة بطرطــوس– المنطقــة الحــرة باللاذقيــة الداخليــة – المنطقــة الحــرة باللاذقيــة المرفئية.
ففي المنطقــة الحــرة بدمشــق، تم توطين منشآت لصــناعة الألبســة والأدويــة وصــناعة البرمجيــات وتطويرهــا وصــناعة الميــديا، وتعبئة الزيوت والمواد الغذائية بجميع أنواعها، وفي المنطقة الحرة بمطار دمشق الدولي، صناعة الميداليات والخزفيات المتنوعة صناعة تشــكيل المعــادن– صناعة تعبئة الحليب المجفف وصناعة المعقمات.
وفي المنطقــة الحـرة بعــدرا، صــــــناعة البلاســــتيك وأكيـاس النـايلون– صـناعة مستحضـرات التجميـل– تجميع مولدات كهربائية ومجموعات كهربائية.
أما في المنطقة الحرة بطرطوس، فهناك منشآت لفرز وتعقيم وتعبئة الأرز– تخمير الخضار والفواكه.
وفي المنطقة الحرة باللاذقية البرية، صناعات نسيجية– صناعات دوائية– صناعة الشحوم المعدنية.
وفي المنطقة الحرة باللاذقية المرفئية، تقشير وتنقية بذور السمسم وصناعة الطحينة.
شراكات استثمارية
الموقع الاستراتيجي لسورية، يمنح نشاط الاستثمار الصناعي كما التجاري ميزات نسبية ومطلقة كثيرة، بالتالي يبدو من المهم التوسع بإنشاء المزيد من المناطق الحرّة، نظراً للعائد المتوقع على المستويات كافة، ولعل هذه الميزات غير غائبة عن الأذهان..
وعليه يؤكد مدير عام المؤسسة السعي وفقـــاً للتوجيهـــات الحكومـيــة إلى تعزيـــز آفـــاق التعـــاون المشـــترك مـــع الأصـــدقاء والـــروابط المشتركة من خلال البروتوكولات المبرمة، و تعتبر نــواة أساسية لتعميــق آفــاق التعــاون المشــترك، ويوجــد رغبة مشــتركة بالاســتثمار فــي المنــاطق الحــرة، مــع بعــض الـدول الصــديقة فـي مرحلــة الدراســة والتحضــير لاسـتثمار وتطوير وإدارة مناطق حرة مشتركة، يمكن أن تكون في الداخل أو في منــاطق حدوديــة لإقامـة صــناعات تصــديرية وصــناعات تتكامــل مــع الصــناعات المحليــة، وذات مســتوى تكنولــوجي متقــدم وأســاليب إنتاجيــة متطــورة تعتمــد علــى المواد المحلية، وذلــك بغيــة الاســتفادة مـن أهميــة الموقـع الجغرافي لسـورية والســعي لتأهيــل وتطــوير وإدارة واســتثمار المناطق الحرة لتكون ذات مناخ استثماري تنافسي مع المناطق الحرة العربية والأجنبية.