الثورة – جهاد اصطيف:
اختتمت في المعهد العالي للغات بجامعة حلب أعمال الورشة التدريبية المتخصصة التي أقيمت تحت عنوان: “التطبيقات الأمثل للتكنولوجيا التربوية في الميدان التعليمي”، والتي نظمت على مدار يومين من التدريب المكثف، بمشاركة نخبة من أعضاء الهيئة التدريسية والمهتمين بالشأن التربوي، وبإشراف الدكتور محمد السيد عمر، المدرب والمستشار التكنولوجي المتخصص في تقنيات التعليم الرقمية.
نحو تعليم رقمي عصري
جاء تنظيم الورشة ضمن إطار خطط التطوير الأكاديمي والإداري التي تنتهجها جامعة حلب، مواكبة لمتطلبات التحول الرقمي في التعليم، واستجابة للتغيرات المتسارعة في أدوات وأساليب التدريس الحديثة، ولاسيما تلك المعتمدة على الذكاء الاصطناعي .
وركزت الورشة، وفق البيان الصادر عن الجامعة، على نقل الخبرات النظرية والعملية في مجال استخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة داخل الصفوف الدراسية، بما يسهم في تحسين المخرجات التعليمية وتفعيل دور المعلم كمنسق وموجه، لا مجرد ناقل للمعرفة.
وتضمنت محاور نوعية عدة، كان أبرزها: استخدام “Google Classroom” المدعوم بالذكاء الاصطناعي، وكيفية إدارة الصفوف الرقمية بشكل فعال، بما يولد بيئة تعليمية تفاعلية ومتجاوبة، وإعداد المحتوى التعليمي عبر “Google Docs و Google Slides”، باستخدام إمكانيات الذكاء الاصطناعي لتطوير عروض تعليمية احترافية تراعي الفروقات الفردية بين الطلاب، وتعزيز التعلم القائم على المشاريع، كأسلوب حديث يعزز التفكير النقدي والإبداع والعمل الجماعي، ويربط الطالب بواقع الحياة والعمل.
كما تم تدريب المشاركين على كيفية تحليل البيانات التعليمية باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحديد نقاط الضعف في أداء الطلاب وتصميم تدخلات تعليمية مخصصة.
تفاعل واسع وإشادة بالمحتوى
الورشة شهدت تفاعلاً لافتاً من المشاركين، الذين أشادوا بثراء المحتوى وعمقه العملي، وأكدوا أهمية مثل هذه البرامج في بناء قدرات الكوادر التدريسية، وأن إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم لم يعد خياراً بل ضرورة، لافتين إلى أن الورشة تشكل خطوة متقدمة في تعزيز التحول الرقمي في قطاع التعليم العالي، وتدريب الكوادر على أدوات المستقبل.
وفي هذا السياق، تعمل الجامعة وفق خطة استراتيجية لتطوير بيئة العمل والتعليم، من خلال دعم المشاريع التدريبية النوعية، وتفعيل منصات التعلم عن بعد، وتحديث البنية التحتية الرقمية بما يواكب المعايير العالمية في التعليم الجامعي.
وتأتي هذه المبادرات ضمن توجه عام تشهده المؤسسات التعليمية في سوريا نحو تحديث أدوات التعليم، بما يلبي متطلبات المرحلة المقبلة، ويضع المعلم والطالب في قلب التطور التقني والمعرفي العالمي.