الثورة – لينا شلهوب:
أطلقت مديرية التربية والتعليم في دمشق سلسلة من المقابلات لاختيار مديري مدارس التعليم الثانوي، وذلك في خطوة تهدف إلى تعزيز جودة التعليم واستقرار العملية التربوية، وفق الشواغر المتوفرة للعام الدراسي القادم 2025 – 2026. وتأتي هذه الخطوة ضمن إطار خطة وزارة التربية والتعليم الرامية إلى اختيار الأطر الإدارية الأكثر كفاءة وقدرة على تسيير المؤسسات التعليمية بكفاءة وفاعلية.
وتجري هذه المقابلات تحت إشراف لجنة تربوية مختصة، تضم خبراء في الشأن التربوي والإداري، إذ يتم إخضاع المرشحين إلى تقييم شامل يستند إلى معايير دقيقة وواضحة، وتشمل هذه المعايير الكفاءة الإدارية، والخبرة العملية في المجال التربوي، إضافة إلى القدرة على القيادة المدرسية واتخاذ القرارات المناسبة في مختلف الظروف.
وأكدت مصادر في مديرية التربية أن المقابلات تهدف إلى ضمان اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب، مع التركيز على الجانب العملي والمهني للمتقدمين، كما أوضحت أن هذا الإجراء يأتي في إطار سياسة تجديد الدماء في الإدارة التربوية، وإتاحة الفرصة للكفاءات الشابة لإثبات قدراتها في قيادة المدارس وتحقيق الأهداف التعليمية المرجوة.
معايير لاختيار القادة التربويين
تم إعداد إطار مرجعي للمقابلات يتضمن مجموعة من الأسئلة والمواقف التربوية والإدارية التي تهدف إلى قياس مهارات التواصل، والقدرة على حل المشكلات، والتخطيط الاستراتيجي، وإدارة فرق العمل، كما يتم تقييم الأداء السابق للمرشحين من خلال ملفاتهم المهنية وسيرهم الذاتية، بالإضافة إلى إنجازاتهم السابقة في الحقل التربوي.
ويرى القائمون على هذه المبادرة أن تحسين مستوى الإدارة المدرسية هو أحد المفاتيح الأساسية للنهوض بالعملية التعليمية، حيث إن المدير الفعّال يلعب دوراً مركزياً في تهيئة بيئة تعليمية محفّزة، وبناء علاقات إيجابية مع الكادر التعليمي والطلاب وأولياء الأمور.
نحو بيئة أكثر استقراراً
من المتوقع أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز استقرار الكوادر الإدارية داخل المدارس، مما ينعكس إيجاباً على استمرارية العملية التعليمية وتحقيق الأهداف التربوية المرسومة، كما تهدف إلى تقليص الفجوات الإدارية التي قد تعوق سير العمل، وتعزز من قدرة المدارس على الاستجابة للتحديات المتغيرة.
وأشادت العديد من الفعاليات التربوية بهذه المبادرة، معتبرة إياها نموذجاً يحتذى في كيفية إدارة الموارد البشرية في قطاع التعليم، كما دعت إلى تعميم التجربة على باقي المحافظات، واعتماد آليات تقييم دورية لضمان استمرارية الأداء المتميز.
فيما تؤكد هذه الخطوة التزام وزارة التربية والتعليم بتطوير الأداء الإداري داخل المدارس، وحرصها على اختيار القادة التربويين بعناية واحترافية، ومن خلال تطبيق هذه الإجراءات، تتجه دمشق بخطا ثابتة نحو بناء منظومة تعليمية متكاملة، قادرة على مواجهة التحديات، وتحقيق طموحات الأجيال القادمة.