الثورة – ترجمة ختام أحمد:
يدفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب نحو اتفاق ” كل شيء أو لا شيء ” لإنهاء الحرب في غزة، في حين التقى بنيامين نتنياهو بكبار المسؤولين الأمنيين، وسط تقارير تفيد بأنه يريد توسيع الهجوم الإسرائيلي المدمر وتنفيذ عملية استيلاء عسكري كاملة على القطاع.
بعد أشهر من تعثر محادثات وقف إطلاق النار، أفادت التقارير أن نتنياهو وترامب يعملان على التوصل إلى اتفاق يقدم لحماس إنذارا نهائيا: إطلاق سراح الرهائن، والموافقة على شروط نزع السلاح أو استمرار الحرب.
نُقل عن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قوله لعائلات الرهائن في تسجيل صوتي سُرّب لموقع Ynet الإخباري الإسرائيلي : “لا صفقات جزئية، هذا لن يُجدي نفعاً”، ونُقل عن ويتكوف قوله في التسجيل: “نعتقد أن علينا تحويل هذه المفاوضات إلى مبدأ ‘الكل أو لا شيء’، وأن يعود الجميع إلى ديارهم”.
وكانت القناة 12 الإسرائيلية قالت في وقت سابق نقلاً عن مسؤول من مكتب نتنياهو إن رئيس الوزراء يميل إلى دفع جيشه إلى عمق غزة بهدف السيطرة الكاملة على كامل الأراضي، وقال مكتب نتنياهو مساء الثلاثاء إنه أجرى “مناقشة أمنية محدودة” استمرت نحو ثلاث ساعات، عرض خلالها رئيس الأركان العسكرية إيال زامير “الخيارات لمواصلة الحملة في غزة”.
وقال مصدر إسرائيلي لصحيفة الإندبندنت إنهم علموا أن وزير الدفاع إسرائيل كاتس ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، وهو من المقربين من نتنياهو، سيحضران الاجتماع أيضاً لاتخاذ قرار بشأن استراتيجية لعرضها على مجلس الوزراء هذا الأسبوع، .لكن نتنياهو يواجه موجة متزايدة من الانتقادات حتى من داخل البلاد.
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوجود خلافات بين رئيس الوزراء المحاصر ورئيس أركان جيشه، زامير، حول كيفية المضي قدماً، ونقلت التقارير عن مسؤولين مجهولين في مكتب نتنياهو قولهم إن رئيس الوزراء يضغط على الجيش، الذي يسيطر على حوالي ثلاثة أرباع غزة، للسيطرة على القطاع بأكمله، لكن يُخشى أن تُعرّض هذه الخطوة حياة الرهائن للخطر، وتُعمّق الأزمة الإنسانية، وتُفاقم عزلة إسرائيل دولياً.
وقال مصدر لصحيفة الإندبندنت إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يتعرض لضغوط من أعضاء اليمين المتطرف في حكومته لتصعيد الحرب في غزة لأنه يبدو في “موقف أضعف في الوقت الحالي”، حيث فازت حماس فعلياً بمعركة العلاقات العامة بسبب الإدانة العالمية لتجويع الفلسطينيين في غزة.
قال المصدر: “الجنود الإسرائيليون وجنود الاحتياط والجميع منهكون للغاية”، استمرار الصراع يعني “مقتل المزيد من الجنود المنهكين، وفرض المزيد من الضرائب على الإسرائيليين”، بالإضافة إلى تعريض الرهائن للخطر، كثف الزعماء الدوليون الضغوط للتوصل إلى اتفاق في الوقت الذي تواجه فيه غزة مجاعة واسعة النطاق وانتشرت مقاطع فيديو لرهينتين إسرائيليين نحيفين على الإنترنت، ودفعت هذه الفيديوهات آلاف الأشخاص إلى الاحتجاج في تل أبيب والقدس للمطالبة بالإفراج عن الرهائن وإنهاء الحرب.
في الأسبوع الماضي، أرسل وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بيزاليل سموتريتش رسالة قوية مفادها أن البلاد أصبحت “أقرب من أي وقت مضى” إلى إعادة بناء المستوطنات اليهودية في غزة وأن الحرب قدمت فرصة لتوسيعها بشكل أكبر، وأضاف: “إنه أمرٌ حقيقي، لعشرين عاماً، كنا نعتبره مجرد أحلام.. أما الآن، فيبدو لي أنه خطة عمل حقيقية”.
إن الاستيلاء على غزة من شأنه أن يلغي قراراً اتخذته إسرائيل عام 2005 بسحب المستوطنين والقوات العسكرية مع الاحتفاظ بالسيطرة على حدودها، وهي الخطوة التي تلقي أحزاب اليمين باللوم فيها على حماس في اكتساب السلطة هناك.
وتعتبر الحكومة الائتلافية في إسرائيل واحدة من أكثر الحكومات يمينية في تاريخها، حيث تضم الحكومة أحزاباً تسعى إلى ضم غزة والضفة الغربية وتشجيع الفلسطينيين على مغادرة وطنهم.
وتوغلت دبابات إسرائيلية في وسط غزة في وقت سابق من أمس الثلاثاء، لكن لم يتضح ما إذا كانت هذه الخطوة جزءاً من هجوم بري أكبر، في هذه الأثناء، يتجلى “أسوأ سيناريو للمجاعة” في غزة، وفقاً لوكالة الأمن الغذائي المدعومة من الأمم المتحدة.
المصدر _ Independent