الثورة – عبير علي:
صدحت حناجر الشعراء بقصائد وطنية وغزلية ووجدانية ضمن الأمسية الشعرية التي حملت عنوان “همس القوافي”، في قاعة المركز الثقافي في العدوي، بإدارة الشاعرة بيداء الحمد. كانت المشاركة الأولى للشاعرة الدمشقية رود مرزوق، الحاصلة على شهادة في الأدب الإنكليزي من جامعة دمشق، وشهادة دبلوم تأهيل تربوي ودبلوم ترجمة فورية، والتي تكتب الشعر العمودي والتفعيلة والنثر، ولديها ديوانين “أنت مني” “ورود الياسمين” كلا الديوانين يحتويان على الأنماط الشعرية الثلاثة، وحالياً تحضر للديوان الشعري الثالث “مجاز الجمال” الذي يتحدث عن الأنثى ومكنونات الجمال لديها، تعشق دمشق التي تنتمي جذورها إليها فهي بنت حي القنوات الذي خرج منه الشاعر الكبير نزار قباني، وفي حبها للشام ودمشق قالت في قصيدة “عقد الياسمين”
يا شام نورٌ صبحكِ ومساكِ
قبّلتُ تُرباً باركتهُ خُطاكِ
عهداً دمشقُ مع المحبة فاسمحي
أن أنحني بتواضعٍ لشذاكِ
تناولت الشاعرة بعدها الحب بصوره المختلفة وتلك العاطفة المتسامية جمالاً بين المرأة والرجل، وتطرقت إلى الكثير من الوجدانيات الحالمة في قصيدتها “المهرة الصهباء” وفيها قالت:
أشتاق لمساً من يديك يطولُ
فاللمس يروي في الهوى ويقولُ
وأحنُّ أبكي فوق صدركَ أدمعي
والدمعُ من عيني إليك رسولُ
وختمت الشاعرة مشاركتها بنثرية عن معاناة غزة وشعبها الصامد في قصيدة “الشهيدة” قالت فيها:
كيف نكتب المراثي..
والأرض شهيدة
ينكرها الشهود
كيف ننعي
جثمان بلدٍ
وفي دمعنا
وفي دمنا
عويلٌ مسفوحٌ
على سفرِ الجدود
المشاركة الثانية كانت للشاعرة خزامة الشلبي الحاصلة على إجازة في الأدب العربي من كلية الآداب في الدمام، ولديها قصائد تفوق 800 قصيدة، كتبتْ الفصحى والمحكي لم تطبع دواوين بعد. ومن جميل ما قرأت الشاعرة قصيدة” زائر الروح”:
ما كان أصعب أن أراكَ بغربةٍ
جعلتْ لقاءاتِ الهوى أحلاما
وقصيدة “حضن القوافي”:
حدِّثهُ عن تلك الطوالِ نجومُها
أخبرهُ كم بات الندى سهرانا
وتنوعت مواضيع القصائد بين الوطنية والحب والحنين إلى أرواح فارقت الحياة لتستوطن العقل والفكر.شارك الشاعر سليم المغربي بحضوره المميز وصوته الشجي السخيّ في الشعر والمحبة له ديوان بعنوان:” أما عبروا؟ “وقيد الطباعة “آثار باردة “و”للملكوم غايات” وديوان”دم واحد” وتنوعت مواضيع القصائد بين الوطني والوجداني والغزلي ومن جميل ما قاله الشاعر:
هذا صباحُ الخيرِ هلَّ
بنور ولبابِ من أهوى طرق..
متسللاً يرجو اللقاءَ ويرتجي بعضَ الخطوطِ من البهاءِ بحبركِ المسحورِ حباً عَطِّري ذاكَ الورق..
فأنا الذي أرسلتهُ حمّلتهُ عِطري ونفحَ قصيدةً وأساورا لمعاصم
مدت إلي أكفَها
من بعدِ ليلاتِ السهادِ
بها انتشِلتُ من الغرق..
*فلم القلق
(لا شيء يدعو للقلق )*
المشاركة الرابعة كانت للشاعرة عروبة الباشا، حاصلة على إجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق، عضو اتحاد الكتاب العرب، تكتب الشعر وقصص الأطفال والنثر.لها قصة بعنوان “الحصان الطائر” للأطفال، مجموعة قصصية للأطفال باسم” نبع الحياة”، وقصص أخرى لم تطبع. وأربعة دواوين مطبوعة: “قلوب في مهب الحب “، “احتراق شفق”، “حتى الفناء” و”صهيل الذكريات”، ورواية قيد الطباعة. شاركت الشاعرة بقصيدتين الأولى بعنوان “ألف ليلة إلا ليلة” والقصيدة الثانية بعنوان”حلم” قالت فيها:
أحبَّته رغم الخوف رغم جموحه
وطغيانه، حتى براها وأسقما
فسار إليه القلبُ بالعشقِ مُرغَما
وطارَ إليه النبضُ بالشوقِ مُغرَما
المشاركة الخامسة كانت للشاعرة سمر تغلبي التي تكتب الشعر والقصة والنقد الأدبي، وهي عضو اتحاد الكتاب العرب، وعضو الاتحاد العام للأدباء والصحفيين الفلسطينيين، وعضو مؤسس في ملتقى منبر أدباء الشام المرخص من وزارة الثقافة السورية، من مؤلفاتها: ثلاث مجموعات شعرية مطبوعة “مخاض إثم” عن دار بعل،” قميص الشغف” “ارتدادات” عن دار توتول، “قليلٌ من الحب كثيرٌ من السراب” عن الهيئة العامة السورية للكتاب، والكثير مما لم يجد طريقه للطباعة بعد. وفي الأمسية الشعرية تنوعت قصائد الشاعرة بين الوطني والوجداني نذكر منها قصيدة “نبض الشام أنا” قالت فيها:
أنا السّيْفُ الدِّمَشقيُّ الذي
يروي قلوبَ الغيدِ
بالآهاتِ والعَنبرْ
أنا وطَنٌ
و رِيُّ ترابهِ الأطهرْ
يضيءُ دمي
و يسفِكُني على المنبرْ
وكان الشاعر أحمد حناوي ضيف الشرف في أمسية “همس القوافي” وهو محام يجيد اللغة العربية كما يجيد لغة القانون ومن جميل ما قاله الشاعر قصيدة “حبك يحتاج قلبين”
اِنِّيَ عَشِقتُكِ قلبِي كَيفَ يَكفِينِي
وكي أُحِبَّكِ قد أَحتَاجُ قَلْبَيْنِ
رأَيْتُكَ بينَ خَلْقِ اللّٰهِ أُمنِيَتِي
فَأَنتِ وحدَكِ دُونَ الخَلقِ تعْنِينِي
ختمت الأمسية الشاعرة بيداء الحمد التي أشرفت على تقديم الأمسية، وهي مدرسة لغة انكليزية من الرقة، تكتب الرواية وقصص الأطفال وقصيدة النثر، ومن جميل نثرياتها التي شاركت بها:
ذات يوم رميت القلبَ في بردى
وقبلت ألف حمامة
على أسوار الجامع الأموي.