الثورة – ثناء عليان:
يقع برج ميعار شاكر باتجاه الجنوب من محافظة طرطوس على تلة مرتفعة نسبياً 200م، ويبعد عن شاطئ البحر باتجاه عمريت 5 كم وجنوباً عن قلعة يحمور نحو 3 كم، في قرية تعرف حالياً بهذا الاسم، وهو اسم كنعاني قديم لم يعرف معناه.
ولم يرد ذكر هذا البرج في المصادر التاريخية القديمة أو تاريخ بنائه، وذلك لعدم القيام بأي سبر أثري منهجي فيه.
لذلك اعتمدت الدكتورة زكية حنا، تاريخه في كتابها “موقع أثري في محافظة طرطوس” على ما شاهدته ولمسته من معالم أثرية، كالكسر الفخارية والزجاجية والنقود التي كانوا يتداولونها فيما مضى والتي تعود إلى الفترات الزمنية المتلاحقة ابتداءً من العهد الفينيقي- الروماني- البيزنطي- الصليبي والإسلامي.
وتضيف حنا: ذكرته المصادر التاريخية للمرة الأولى عندما ظهرت أهميته في عهد سيف الدين قلاوون الزنكي، عند حصاره قلعة المرقب، ولفت هذا البرج انتباه الصليبيين عندما حاصرهم الظاهر بيبرس بفتح قلعة الحصن وجددوا بناء برج ميعار الذي لا يضاهيه في المناعة حصن مراقبة آنذاك، ويعد هذا البرج من الأبراج المهمة في عهد الصليبيين للمراقبة والمراسلات والإنذار بين القلاع المنتشرة في محافظة طرطوس كالعريمة وبرج صافيتا وقلعة المرقب.
وأشارت الدكتورة حنا إلى أن البرج يتألف من طابقين الأرضي أو السفلي الذي لم يبق منه إلا غرفة واحدة، لكنه نوعاً ما بقي محافظاً على شكله الأثري، والطابق الثاني وكان انهدامه الثاني عام 1914 بفعل عوامل طبيعية.
وبينت أن أحد الباحثين وجد حجارة هذا البرج قد دخلت في أسوار الحقول وبعض المنازل، حيث يلاحظها الزائر لمجرد دخوله القرية، وأن الأساسات المتبقية من البرج تشير إلى اتساعه ويبدو أنه كان يوجد في هذا المكان حصن خارجي حصين في ذلك الزمن الغابر. يذكر أنه يتم الوصول إلى برج ميعار عن طريق “طرطوس – حمص” حتى الوصول إلى مفرق ميعار شاكر بالانعطاف نحو اليسار إلى قرية ميعار شاكر والوصول إلى البرج الذي يقع على قمة جبل القرية.
ويتم الوصول إليه أيضاً عن طريق عام “طرطوس- صافيتا” حتى الوصول إلى مفرق خربة المعزة والانعطاف نحو اليمين وسلوك طريق ميعار شاكر حتى الوصول إلى قمة الجبل.