الثورة – شيرين الغاشي:
أهلاً بكم في بيرغامو، حيث كل شيء يتغير، لكن حلم الفريق لا يزال ثابتاً في الأفق. أتلانتا الإيطالي، ذلك الفريق الذي خطف الأضواء في السنوات الأخيرة، عاد ليلتقط الأنفاس في سوق الانتقالات الصيفية لعام (2025) فبعد موسمٍ شاقٍ، قررت إدارة النادي أن تعيد رسم خارطة الطريق، مع تعاقدات جديدة وطموحات أكبر. نعم، أتالانتا يسعى لإثبات نفسه مرة أخرى في سماء الدوري الإيطالي؛ إذ رغم التحديات، يبدو أن الفريق في الطريق الصحيح، من دون عرّاب إنجازاته غاسبريني الذي غادره لروما، فهل سيستطيع رفع راية التحدي في وجه العمالقة؟ هذا ما سنحاول إلقاء الضوء عليه في هذا التقرير، حول تحركات النادي الإيطالي في فترة الانتقالات.
سياسة ناجحة
شهد نادي أتلانتا خلال فترة الانتقالات الصيفية تحركات استراتيجية مهمة في محاولة للحفاظ على مكانته ضمن الفرق المنافسة على قمة الدوري الإيطالي، والمشاركة في البطولات الأوروبية، فبعد موسم (2024-2025) المليء بالتحديات، سعى النادي لتعزيز صفوفه بلاعبين قادرين على إحداث فرق ملموس داخل الملعب، مع الحفاظ على طابعه الهجومي المميز الذي يعتمد على أسلوب لعب سريع ومباغت، كما كشفت أحدث بيانات شبكة “ترانسفير ماركت” العالمية عن تفوق نادي أتلانتا كأكثر الأندية الإيطالية تحقيقاً للأرباح من بيع اللاعبين المحليين، حيث حقق إيرادات خيالية تجاوزت (200) مليون يورو خلال السنوات الخمس الماضية، وفي هذ السياق، كانت صفقة انتقال المهاجم الدولي ماتيو ريتيجي إلى نادي القادسية السعودي بمثابة القفزة الكبرى؛ إذ سجلت رقماً قياسياً جديداً كأغلى صفقة انتقال للاعب إيطالي في التاريخ.
ويعتمد نادي أتلانتا على استراتيجية واضحة، تقوم على اكتشاف المواهب المحلية، وتطويرها ثم بيعها بأسعار مرتفعة، كما ظهر جلياً في صفقة انتقال ماتيو روجيري إلى أتلتيكو مدريد مقابل (17) مليون يورو، واستقدام البديل الشاب أونيست أهانور، ويؤكد خبراء كرة القدم أن هذا النموذج يبرز براعة إدارة النادي في الموازنة بين الجوانب المالية والفنية، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها الأندية “المتوسطة” في السوق الأوروبية.
الوافدون والراحلون
ــ الألماني لازار ساماردجيتش، لاعب خط وسط مهاجم (23) عاماً، قادم من أودينيزي مقابل (14.80) مليون يورو.
ــ الإيطالي ماركو بريشانيني، لاعب وسط، قادم من فروزينوني مقابل (10) ملايين يورو.
ــ ماركو سبورتيلو، حارس مرمى (33) عاماً، قادم مقابل مليون يورو.
ــ إيل بيلال توريه، مهاجم من ساحل العاج، نهاية إعارته في (30) حزيران (2025).
أما أبرز المغادرين لمدينة بيرغامو فهم:
ــ خوان موسو إلى أتليتكو مدريد، بقيمة ثلاثة ملايين يورو.
ــ روبرتو بيكولي إلى كالياري بقيمة (12) مليون يورو.
ــ ماتيو روجيري إلى أتلتيكو مدريد (17) مليون يورو.
وفي هذا الجانب، تتصدر أزمة المهاجم النيجيري أديمولا لوكمان (27) عاماً، المشهد في أتلانتا، حيث غاب عن التدريبات، احتجاجاً على رفض النادي عرضاً من إنتر ميلان لضمه، وكان إنتر قد تقدم بعرض بقيمة (45) مليون يورو، ولكن أتلانتا رفضه، وأكد الرئيس التنفيذي أن هناك اتفاقاً يسمح للوكمان بالرحيل لكن بشرط ألا ينتقل إلى نادٍ داخل الدوري الإيطالي.
ولم يكتفِ أتلانتا بانتقالات اللاعبين، فحسب، فقد عيّن النادي الكرواتي إيفان يوريتش مدرباً للفريق الأول لكرة القدم، بعقد لمدة عامين، خلفاً لجان بييرو غاسبريني، المنتقل إلى روما، وأنهى أتلانتا الموسم الماضي في المركز الثالث بالدوري، وهو ما سيمنح يوريتش أول تجربة له في دوري أبطال أوروبا مدرباً.
محاسن ومخاطر الصفقات
رغم الأرباح الضخمة التي تحققها الأندية الإيطالية من بيع اللاعبين المحليين، إلا أن الخبراء يحذرون من تأثير ذلك على المستوى التنافسي للدوري، خاصة مع تزايد اهتمام الأندية الأوروبية والخليجية بالمواهب الإيطالية، لكنّ أتلانتا يعتبر أحد الأندية الأوروبية التي تجيد فن الصفقات، وذلك بتحقيق المعادلة الصعبة: جني أرباح كبيرة من بيع النجوم، دون أن يؤثر ذلك على أداء ونتائج الفريق في الدوري الإيطالي والبطولات الأوروبية؛ فرغم مبيعات النادي الكبرى، تمكن الفريق من التتويج بلقب الدوري الأوروبي عام (2024) كأول لقب قاري في تاريخه.
أتلانتا ، ذلك الفريق الذي استطاع أن يُدهش الجميع بأسلوب لعبه الهجومي المثير، لم يهتدِ بعد إلى طريق الصعود إلى القمة، ولكن في صيف (2025) تمكن من تعزيز صفوفه بلاعبين يمتلكون إمكانيات كبيرة، ومن دون شك، سيحاول الفريق الاستفادة من هذه الإضافات لتعزيز مكانته في الدوري الإيطالي، والتطلع إلى المشاركة الأوروبية من جديد، لاسيما مع مدربه يوريتش، الذي يملك قدرة فذة على تطوير اللاعبين وتوظيفهم بالطريقة المثلى.
سيكون أتلانتا في قلب المنافسة مرة أخرى. لكن السؤال الذي يتكرر: هل ستنجح هذه التغييرات في رفع الفريق إلى مستويات جديدة من التميّز؟