الثورة – أحمد صلال- باريس
عاد رئيس جمعية “الألزاس- سوريا”، إلى سوريا لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات بعد سقوط نظام بشار الأسد، يصف الدكتور نزيه كسيبي بلداً مُدمّراً يبحث عن الأمل، ويناضل الآن من أجل رفع العقوبات الدولية.عرف بانفتاحه السياسي والفكري، إذ تحول خلال حياته السياسية التي تمتد على أكثر من 30 عاماً من فكرة “الاندماج” إلى “الاستقلالية”، ومن “الإصلاحية” إلى “الثورية”.
بدأ التظاهر الدكتور نزيه شكيبي في مدينة “ستراسبورغ” مع بداية الشرارة الأولى لانطلاق الثورة السورية المجيدة، يقول نزيه كسيبي: “بدأت التظاهر ووجهي مغطى خوفاً من الشبيحة وأزلام النظام، ثم رفعت الغطاء عن وجهي عقب عدة مظاهرات، وتحدثت للميديا المحلية الفرنسية”.
العديد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والمظاهرات والندوات التي نظمها وشارك بها الدكتور نزيه كسيبي، يمكن أن يكون أبرزها “أسبوع دعم الشعب السوري” بمساعدة بلدية ستراسبورغ، وآنذاك أقيم معرض في قاعات البلدية، وتم استخدام اللغة الفرنسية للتواصل مع الشعب الفرنسي، وتضمن المعرض لوحات من أوابد الآثار السورية، وبالتعاون مع جامعة ستراسبورغ، قام بدعوة كل من الدكتور سلام الكواكبي، والدكتور برهان غليون، وفاروق مردم بيك، والصحافي نيكولا حنا المختطف السابق لدى داعش، ضمن المنتدى العالمي للديمقراطية، لتعرية ما ينشره النظام المخلوع من قتل وتدمير واعتقال ومآس جمعية سورية.
كما تتضمّن نشاطات الدكتور نزيه كسيبي منح دورات اللغة الفرنسية للاجئين السوريين، وهذه الدورات لها ميزات تختلف عن تلك المتبعة في الدوائر الحكومية للاندماج، وتعليم اللغة العربية للأطفال، وكذلك نشاطات تهم اللاجئين، مثلما تم التعاون مع غرفة التجارة والصناعة للقيام بمشروع يوجه للاجئين.
بعد وصوله إلى فرنسا في سبعينيات القرن الماضي للدراسة، تزوج من امرأة فرنسية واستقر في ستراسبورغ عام ١٩٧٦، حيث درّس اللغة العربية وحصل على دراسة الدكتوراه، وعمل في جامعتها مترجماً لطلبة الدكتوراه والماجستير وانضم إلى المعارضة السياسية لنظام عائلة الأسد المخلوع. في عام ٢٠١٢، ومع تحول الثورة السورية إلى حرب، أسس جمعية “الألزاس- سوريا” في ستراسبورغ، وتحدث عن الحاجة الملحة للتحرك بسرعة لضمان عدم تعرض السكان لشتاء حرب ثانٍ. مرّت فصول الشتاء. أكثر من عشرة. نظمت جمعية “الألزاس- سوريا” شحن 50 حاوية من المساعدات الإنسانية، وموّلت مدارس وآباراً وملاجئ، ونظمت بلا كلل مظاهرات دعماً للشعب السوري و”ضد… النظام البائد”، مع تجنب أي استغلال.
نشاطات جمعية “الألزاس- سوريا” في مجال الإغاثة، أيضاً، إرسال خمسين حاوية عبارة عن أدوات طبية وجه بعضها لمستشفى حرستا قرب دمشق، كما تضمن توزيع أغذية على السكان في مدينة حمص بالتعاون مع جمعية البر والخدمات الاجتماعية، وأغلب الحاويات وجهت إلى شمال حلب، كما تم تزويد مدينة دير الزور بسيارة إسعاف وسيارتي إسعاف قدمت لمدينة حماة. وكان لمخيمات اللاجئين السوريين قرب إدلب الحصة الكبيرة من توزيع الأغذية ومواد كبيرة من دفل الزيتون للتدفئة، وتوزيع اللوازم المدرسية على الأطفال في المخيمات، كما تأخذ الجمعية على عاتقها المشاركة في إنارة مدينة حمص بالطاقة الشمسية في عدد كبير من النقاط تصل 250 نقطة.وقد حظي نشاط الدكتور نزيه كسيبي ورفاقه حفاوةً من الإعلام الفرنسي المقروء والمسموع والمرئي.