روعة ياسين: الفنان جزء لا يتجزأ من هذا النسيج الاجتماعي

الثورة – حسين روماني:

بعض الوجوه تحمل ما هو أعمق من مجرد ملامح جميلة أو حضور لافت، الفنانة روعة ياسين واحدة من تلك الوجوه التي تعرف كيف تمنح الفن معنىً يتجاوز الشاشة، وكيف تمسك بخيط الحكاية بين ما تحلم به كممثلة وما تؤمن به كإنسانة، وبين سطور حديثها مع صحيفة الثورة، لم نذهب فقط إلى الأدوار التي جسّدتها، بل عبرنا نحو تلك التي تحلم أن تراها النور، عن مسرح الحياة الذي قد يكون أصعب من أي مشهد أمام الكاميرا، وكواليس العمل النقابي.

امتحان النقابة

في بداية حديثنا، استفسرنا من روعة ياسين عن تجربتها في العمل النقابي بعد توليها مسؤولية مكتب الإعلام في مجلس النقابة المركزي، تعترف بأن العمل النقابي فتح لها آفاقاً جديدة وفرض عليها مسؤوليات مختلفة عن عالم الفن.. تقول: “أفهم لغة التمثيل جيداً، لكن الإدارة تتطلب حسابات مختلفة، ما يزيد من صعوبة الوضع”، ومع ذلك، تستمد دعمها من محبة زملائها، موضحة: “وجودي معهم يشرفني وأتعلم منهم باستمرار”.

تعتبرعضويتها في مجلس النقابة تحدياً شخصياً ورسالة، حيث تؤكد: “هدفنا هو خدمة الفنانين وتسهيل أمورهم”، ورغم الصعوبات، ترى أن النقابة قادرة على أن تكون بيتاً حقيقياً للفنانين إذا تعاون الأعضاء، وتضيف بتفاؤل: “أتمنى أن أترك أثراً طيباً ونصل معاً إلى نقابة تليق بفنانينا”.

بين التوازن والألم

ترى روعة ياسين أن الفن لا يملك القدرة على شفاء الألم الجماعي، لكنه قادر على تخفيف وطأته أو تهدئته، تقول: “حين يشاهد الإنسان عملاً درامياً يتناول قضية قريبة من همومه، قد يشعر وكأن شيئاً في داخله يُلامَس، وكأن صوته يتجسد على الشاشة.. هذا قد يمنحه لحظة تنفيس، فيخف الألم، ولو مؤقتاً”، أما عن توازنها النفسي، فتعتبره ضرورة ملحّة، خاصة مع تراكم الأدوار الثقيلة والانغماس العاطفي في تفاصيل الشخصيات المعقدة، وتوضح: “هذا الإرهاق النفسي يتطلب فصلاً واعياً بين المهنة والحياة، أحرص أن أعيش في بيئة سليمة، محاطة بأشخاص يحبونني ويمنحونني طاقة إيجابية”، وتضيف أن الأمر لا يقتصر على الممثلين وحدهم، فالجميع يتعرض لضغوط الحياة بأشكال مختلفة، الفرق أن الممثل يختبر هذه الضغوط من خلال تجسيد شخصيات مثقلة بالألم، وتؤكد: “الإنسان إن لم يساعد نفسه من الداخل، فلن يستطيع أحد مساعدته، الحفاظ على التوازن النفسي ضرورة لكل مَن يريد أن يحافظ على روحه، وإلا فسيخسر الكثير من ذاته”، وتختم قائلة: “فهم الذات، التنفيس عن الغضب، والالتفاف حول المحبين، هذه أشياء تحميك من الانكسار، مهما كانت الضغوط”.

سلام يبدأ من القلب

تؤمن أن المجتمع بأكمله يتحمّل مسؤولية تحقيق السلم الأهلي، والفنان هو جزء لا يتجزأ من هذا النسيج الاجتماعي. تقول: “بلدنا غني بالتنوع، وقد كان هذا التنوع دائماً مصدر قوتنا، إذ نحب بعضنا ونتقبل الآخر مهما اختلف دينه أو معتقده أو تفكيره”، وترى أن الوعي يبدأ من الأسرة والثقافة، حيث يجب تعليم الأجيال مبادئ التقبّل واحترام الآخر، ونبذ كل أشكال التحريض والكراهية، تؤكد: “وسائل التواصل الاجتماعي أداة للجمع لا للتفرقة، والكلمات التي تحمل المحبة والسلام يجب أن تكون سيدة الموقف”، وتضيف بطلة “تخت شرقي”، “السلام الحقيقي ينبع من وعي داخلي وإيمان بحرية كل إنسان في اعتقاده وطريقته، وأتمنى أن نصل إلى مرحلة يختفي فيها العنف، ونستطيع معاً أن نبني سوريا التي نحلم بها”.

حكايات تنتظرها لترويها

تعبر روعة ياسين عن شغفها بأدوار لم تُكتب بعد، تقول: “هناك العديد من القصص التي أتمنى أن أشارك فيها، وأحبّ بشكل خاص الشخصيات التاريخية التي تحمل عبق الزمن وروح التحدي، تضيف بشغف: “الأعمال البدوية لها مكانة خاصة في قلبي، لما تحمله من جمال الصحراء وروح الشعر العربي الأصيل، هذه الأجواء تعشقها نفسي”.

وتكشف أيضاً عن حبها للكوميديا، بشرط أن تكون مكتوبة بشكل متقن وجميل، وعن الأعمال الاجتماعية تؤكد: “أود تقديم قصص اجتماعية مهمة تمس الواقع وتترك أثراً في وجدان المشاهد، تجاربي موجودة في هذه المجالات، لكن ما أطمح إليه لم يُكتب بعد، وأتطلع لأن أجسده قريباً”.

قصص جديدة من نسيج متنوع

لم تعد الدراما السورية حبيسة أطر محدودة أو قصص متكررة، بل انفتحت في السنوات الأخيرة على تنوع اجتماعي غني، يستعرض أصوات وألواناً كثيرة من نسيج المجتمع السوري، تقول بطلة “ياسمين عتيق”: “نلحظ أن الدراما باتت تلامس موضوعات ربما لم تكن تطرق سابقاً، فتخرج إلى الضوء قصص من بيئات مختلفة قد لا تخطر ببال المشاهد”، ومع ذلك، تعترف بوجود بعض الجوانب التي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام، لكنها تبقى متفائلة بالتطور التدريجي للدراما السورية نحو شمولية أوسع.

أدوار النفس المعقدة

في عوالم الفن المعقدة، هناك أدوار تُخيف الكثيرين لكنها تسحر روعة ياسين في آنٍ واحد. تلك الشخصيات التي تحمل اضطرابات نفسية وسلوكية تمثل لها تحدياً مميزاً، فهي ترى في تجسيدها رحلة غوص عميقة داخل النفس البشرية، تشعر بالخوف والحب في آن معاً تجاه هذه الشخصيات، تقول: “هذه الأدوار مهمة جداً بالنسبة لي، لأنها تتطلب فهما عميقا للفكر والأبعاد والأهداف التي تدفع الشخصية إلى التصرف بطريقة معينة”، وتختم حديثها معنا، “هناك جزء من الجنون يسكن داخل كل إنسان، وتجسيد شخصية معقدة كهذه يمثل تجربة فريدة، أتمنى أن أؤدي دوراً مركباً نفسياً يحمل أبعاداً مهمة، لأنه سيكون علامة فارقة في مسيرتي”.

آخر الأخبار
"الخط الأخضر": مترو دمشق ينطلق... نحو مدينة ذكية ومستدامة  محافظ ريف دمشق لـ"الثورة": مشروع عمراني نوعي سيكون اللبنة الأولى لإعادة الإعمار وجذب الاستثمارات حوامل الطاقة بوابة لإنعاش الصناعة وتحفيز الاستثمار.. خطوات حكومية جادة لدعم المنتج الوطني "التطبيقات الأمثل للتكنولوجيا التربوية في الميدان التعليمي" بجامعة حلب الامتحانات المؤتمتة بين ضرورات التطوير والواقع ارتفاع في تصنيف المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا البسطات الموسمية أكثر تنظيماً في توزعها في أحياء وأسواق العاصمة من الركام إلى الحياة..التعافي النفسي والاجتماعي في سوريا ما بعد الحرب إعادة تفعيل الخدمات بين المصرف العقاري و السورية للبريد تفاهمات دبلوماسية على بوابة الجامعة العربية.. من يخلف أبو الغيط؟ تطوير العمل الإداري بدمشق وتعزيز منظومة الرقابة هيروشيما.. ثمانون عاماً على الجريمة.. هل اعتبر العالم من المآسي؟ "تجارة دمشق" تبحث مع وفد الـ" "WFP تسهيل تنفيذ البرامج الإنسانية والإغاثية تعزيز كفاءة الشبكة الكهربائية في القنيطرة وضمان استقرار التغذية "عطاء الخير" توفر الحليب للأطفال المهجرين بدرعا المنتجون بانتظار الوعود.. صناعة الأحذية في حلب تواجه الإغراق د. نهاد حيدر لـ"الثورة": اعتماد الدفع الإلكتروني للتخفيف من التداول الورقي تركيا: التعافي الاقتصادي السريع مهم للاستقرار السياسي في سوريا نحو كفاءات إدارية تعزز جودة التعليم في دمشق حرستا تستعيد مدارسها.. "إسماعيل الريس" تتهيأ للعودة إلى الحياة