هيروشيما.. ثمانون عاماً على الجريمة.. هل اعتبر العالم من المآسي؟

الثورة- نور جوخدار:

في تمام الساعة 08:15 صباحاً، كما في كل عام، توقفت مدينة هيروشيما دقيقة صمت، إحياءً لذكرى أكثر اللحظات دموية في التاريخ البشري، حين ألقت الولايات المتحدة الأميركية أول قنبلة ذرية في الحرب العالمية الثانية على المدينة، ما أدت لمقتل أكثر من 140 ألف شخص، لتأتي الذكرى الثمانين هذا العام وسط مشاركة دولية واسعة مع دعوات للتخلي عن السلاح النووي وفقا لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

شاركت أكثر من 120 دولة وكياناً، بينها الاتحاد الأوروبي، في مراسم إحياء الذكرى التي بدأت بوضع أكاليل الزهرأمام النصب التذكاري للضحايا، بحسب مسؤولي المدينة، وسيمثل فرنسا النائب الأول في سفارتها بالحفل المقام بهيروشيما، والسبت في ناغازاكي، وألقت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة والممثلة السامية لشؤون نزع السلاح، إيزومي ناكاميتسو، كلمة الأمم المتحدة باللغة اليابانية، حملت رسالة من الأمين العام أنطونيو غوتيريش قال فيها: “قبل ثمانين عاماً، تغير العالم إلى الأبد، في لحظة واحدة، أصبحت هيروشيما بحراً من النيران، وفقد عشرات الآلاف أرواحهم، وتحولت المدينة إلى ركام.

لقد عبرت البشرية نقطة اللاعودة، اليوم ننحني احتراماً للضحايا ونتضامن مع أسرهم، لقد اعتقد الجميع أن إعادة بناء هيروشيما مستحيل، لكن أهلها تحدوا المستحيل، لم يعيدوا بناء مدينتهم فحسب، بل أعادوا الأمل للحياة”.

من جهته، قال رئيس بلدية هيروشيما كازومي ماتسوي إن “الولايات المتحدة وروسيا تمتلكان 90% من الرؤوس الحربية النووية في العالم، وفي ظل الغزو الروسي لأوكرانيا والتوتر في الشرق الأوسط، نلاحظ اتجاها متسارعا لتعزيز القوة العسكرية في سائر أنحاء العالم”، وفقاً لفرانس برس.

وأضاف أن “بعض القادة يتقبّلون فكرة أن الأسلحة النووية ضرورية لدفاعهم الوطني، متجاهلين الدروس التي كان يجب أن يستخلصها المجتمع الدولي من مآسي التاريخ، وهم يهدّدون بتقويض أطر تعزيز السلام”.

وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي أدلى ماتسوي في تصريح قال إن «وجود قادة سياسيين يرغبون في تعزيز قوتهم العسكرية لحل النزاعات، بما في ذلك امتلاك السلاح النووي، يجعل من الصعب تحقيق السلام العالمي»، في إشارة إلى الحرب في أوكرانيا، والنزاع في الشرق الأوسط.

وتغيب عن مراسم الأربعاء دول نووية كبرى، مثل روسيا والصين وباكستان، بينما حضرت فلسطين وتايوان رغم غياب الاعتراف الرسمي الياباني بهما، في خطوة فسرتها طوكيو بأنها لم توجه دعوات محددة، بل اكتفت بـ “إخطار” الدول بالحدث.

أما في ناغازاكي، من المتوقع أن يحضر المراسم السبت عدد قياسي من الدول، من بينها روسيا، وذلك للمرة الأولى منذ هجومها في أوكرانيا في 2022، وقال مسؤول فيها: “حرصنا هذا العام على أن يحضر المشاركون بأنفسهم ليعاينوا عن قرب حجم الكارثة التي يمكن أن يخلفها السلاح النووي”.

في بيان مشترك، حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجمعية الصليب الأحمر الياباني من تصاعد الخطر النووي جراء تكديس الأسلحة النووية، معتبرتين أن “القنبلة التي دمرت هيروشيما تصنف اليوم ضمن الأسلحة الصغيرة”، واستهل البيان الذي حمل بكلمات نُقشت على نصب السلام التذكاري في هيروشيما: “ارقدي بسلام أيتها الأرواح، فلن نعيد هذا الشر أبداً… لكن، وتساءل هل أوفى العالم بعهد الضحايا؟ وهل بذلت جهود حقيقية للتخلص من الأسلحة النووية؟”.

وحذر البيان من أن “أي استخدام لسلاح نووي سيكون إخفاقاً كارثياً للإنسانية”، مشدداً على أن أي استجابة إنسانية ستكون عاجزة عن التعامل مع كارثة نووية حديثة.وفي تمام الساعة 2:45 من صباح 6 آب 1945، انطلق سرب من الطائرات الأميركية من بينها طائرة من طراز “بي-29” تُدعى “إينولا غاي” من مطار نورث فيلد بجزيرة تينيان بالمحيط الهادئ إلى مدينة هيروشيما اليابانية، وبعد ست ساعات من التحليق وعند الساعة 8:15، ألقت قنبلتها النووية الأولى التي حملت اسم “ليتل بوي”، محولة المدينة إلى رماد، وقتلت حوالي 140 ألف شخص، وبعد ثلاثة أيام، ألقيت قنبلة ثانية على ناغازاكي في جنوب اليابان، ما أسفر عن مقتل 74 ألف شخص، لتكون بذلك أنهت الحرب العالمية الثانية بعد استسلام اليابان لتبقى هاتان الضربتان النوويتان الوحيدتان في التاريخ اللتان استُخدم فيهما سلاح نووي في زمن الحرب.ورغم الدمار الذي شهدته قبل ثمانين عاماً، أصبحت هيروشيما اليوم مدينة مزدهرة تضم 1.2 مليون نسمة.

غير أن وسطها لايزال يحتفظ بأنقاض مبنى واحد، يعلوه هيكل معدني لقبة مدمرة، لتبقى شاهداً حياً على فظاعة الهجوم.

آخر الأخبار
"الخط الأخضر": مترو دمشق ينطلق... نحو مدينة ذكية ومستدامة  محافظ ريف دمشق لـ"الثورة": مشروع عمراني نوعي سيكون اللبنة الأولى لإعادة الإعمار وجذب الاستثمارات حوامل الطاقة بوابة لإنعاش الصناعة وتحفيز الاستثمار.. خطوات حكومية جادة لدعم المنتج الوطني "التطبيقات الأمثل للتكنولوجيا التربوية في الميدان التعليمي" بجامعة حلب الامتحانات المؤتمتة بين ضرورات التطوير والواقع ارتفاع في تصنيف المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا البسطات الموسمية أكثر تنظيماً في توزعها في أحياء وأسواق العاصمة من الركام إلى الحياة..التعافي النفسي والاجتماعي في سوريا ما بعد الحرب إعادة تفعيل الخدمات بين المصرف العقاري و السورية للبريد تفاهمات دبلوماسية على بوابة الجامعة العربية.. من يخلف أبو الغيط؟ تطوير العمل الإداري بدمشق وتعزيز منظومة الرقابة هيروشيما.. ثمانون عاماً على الجريمة.. هل اعتبر العالم من المآسي؟ "تجارة دمشق" تبحث مع وفد الـ" "WFP تسهيل تنفيذ البرامج الإنسانية والإغاثية تعزيز كفاءة الشبكة الكهربائية في القنيطرة وضمان استقرار التغذية "عطاء الخير" توفر الحليب للأطفال المهجرين بدرعا المنتجون بانتظار الوعود.. صناعة الأحذية في حلب تواجه الإغراق د. نهاد حيدر لـ"الثورة": اعتماد الدفع الإلكتروني للتخفيف من التداول الورقي تركيا: التعافي الاقتصادي السريع مهم للاستقرار السياسي في سوريا نحو كفاءات إدارية تعزز جودة التعليم في دمشق حرستا تستعيد مدارسها.. "إسماعيل الريس" تتهيأ للعودة إلى الحياة