الثورة – نيفين عيسى:
يحمل أصحاب الدخل المحدود (وما أكثرهم) ما تجود به ميزانيتهم المتواضعة قاصدين البسطات، بحثاً عن مشترياتٍ يحتاجونها، وذلك بدلاً من التوجه إلى المحال التي تبيع نفس المنتجات وبسعر أعلى من البسطات.
في إطار ذلك التقت “الثورة” عدداً من المواطنين الذين يقصدون البسطات وما توفره من بضائع لشراء حاجياتهم.
المهندس أحمد السايس بيّن أن نسبة الإقبال على البسطات التي تبيع بضائع مختلفة ازدادت مؤخراً في ظل ارتفاع أسعار السلع والمواد الأساسية، ويُفضّل الشراء من البسطات لأنها توفر عليه مبالغ معقولة لوجود فرق في الأسعار بين البسطة والمحل لنفس النوع من البضاعة.
أسعار مقبولة
نور عبد الرحمن- ربة منزل- أشارت إلى أن أصحاب البسطات يكتفون بهامش ربح أقل من المحال نظراً لأنهم لا يدفعون أجرة محل أو ضريبة ورسوم كهرباء وغير ذلك من الالتزامات، ويستطيع الزبون مفاصلتهم في السعر، بينما يُصرّ صاحب المحلّ على سعر معيّن قد يتنازل عن جزء بسيط ورمزي منه لإرضاء الزبون، لكن السعر يبقى أعلى من نظيره على البسطات.
وعلى مقربة من بسطة لبيع الفواكه تحدّث ياسر الحسين وهو يعاين الفواكه، موضحاً أن سعر الكيلو من مختلف الأنواع يقلّ بألف أو ألفي ليرة عن سعر الأنواع ذاتها في المحال، وهو ما يدفعه للشراء من البسطات.
بضاعة غير مضمونة
أمّا خليل رستم فيرى أن المعلبات المعروضة على البسطات غير مضمونة، من حيث صلاحيتها للاستهلاك وعدم خضوعها للرقابة وسوء التخزين، إذ يمكن أن تتضرّر من الشمس والعوامل الجوية، كما أن مصدرها غير معروف، ولذلك فهو يشتري المواد الغذائية من المحال، لكنه يقصد البسطات لشراء بعض قطع الملابس أو الأدوات المنزلية وغيرها.
جهاد بدر- صاحب بسطة- يبيع عليها الأمشاط وبعض الحاجيات المنزلية، أوضح أن الكثير من البسطات في أحياء دمشق تمّت إزالتها لتجميعها في موقع محدد، وأن مصدر الدخل من البسطة متواضع لكنه يسدّ الرمق، مضيفاً أنه يضطر للتنازل عن جزء من الربح لكسب الزبون الذي قد يشتري من المحال، إذا وجد أن البسطة تبيع نفس المادة بذات السعر الموجود في المحال.
ويبقى العامل هو الأكثر أهمية في قرار الشراء هو التوفير، خاصة عندما يتعلّق الأمر بأصحاب الدخل المحدود الذين يُضطرون في كثير من الأحيان لغض النظر عن مستوى جودة البضاعة على البسطات وسوء تخزين المواد ومصدرها، بهدف توفير بعض المال الذي يحتاجون إليه لتلبية احتياجات معيشية أخرى.