الثورة – ريف دمشق – ميساء الجردي:
ضمن النهج التشاركي الذي تنتهجه وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أقامت مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بريف دمشق اليوم جلسة حوارية تشاورية حول “الصك التشريعي .. لمكافحة التسول والتشرد” بحضور عدد كبير من الجمعيات والمنظمات غير الحكومية وذلك ضمن جمعية بيت الأمل في جرمانا.
مدير الشؤون الاجتماعية والعمل بريف دمشق فاطمة الرشيد أكدت أهمية هذه الورشة لمناقشة جميع المحاور المتعلقة بكيفية محاربة مشكلات التسول والتشرد على المستوى القانوني وانعكاس ذلك على المستوى الاجتماعي. وآلية التعاون بين الجهات الحكومية والجمعيات في الحد من هذه الظاهرة ومعالجتها.
استمعت الرشيد إلى المقترحات والملاحظات التي طرحها المشاركون وبينت الآلية التي تعمل عليها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالتعاون مع الجهات المعنية في معالجة الحالات التي تصلها أو يتم الإبلاغ عنها. لافتتا إلى أنه تم تريب أوضاع الدور وأن جميع الحالات الموجودة في دار التسول والتشرد بالكسوة والبالغ عددها 40 حالة هم من ذوي الإعاقة والتخلف العقلي. وأن هناك توجه حاليا للاهتمام بشريحة المتقاعدين وعليه من المهم لوجود جميع الجمعيات ومن جميع الاختصاصات.
رئيس مجلس إدارة جمعية بيت الأمل بجرمانا سمير معلوف بين أهمية شرح بنود الصك التشريعي الخاص بهذه الشريحة لجميع الجمعيات التي لها هذا التوجه، والذي يعتبر شاملا لجميع الجوانب المتعلقة بهذه المشكلة. مؤكداً وجود تشعبات للمشكلة لا تتعلق بالطفل المتسول أو المشرد نفسه بل المشكلة مع المشغلين والممتهنين ومن ضمنها الأهل الذين يجبرون أولادهم على التسول لأسباب مادية بحتة. لافتاً إلى وجود ظاهرة تعدد الزوجات بهدف إرسال النساء والأطفال للتسول.
وأشار معلوف إلى عدة مقترحات أهمها ما يتعلق بالتشديد على تطبيق قانون التعليم الإلزامي حتى لا يبقى هؤلاء الأطفال خارج المدارس، وذلك بعد ما لمسه من رغبة الكثير من هؤلاء الأطفال الذين يترددون على الجمعية من الذهاب إلى المدرسة، مبيناً أن جمعية بيت الأمل تأسست في عام 2015 وهناك حوالى 600 طفل يرتاد الجمعية إضافة لدورات الدعم النفسي للأمهات ومحو الأمية والجمعية هي لفاقدي الرعاية والتسول والتشرد وهي تستقبل جميع الأعداد التي تأتي إلى الجمعية ونقدم لهم التعليم والطعام والتوعية تجاه هذه الظاهرة وتقديم إغراءات للأطفال حتى لا يقوم الطفل بفعل التسول.
أليسار مطانس متطوعة في جمعية بيت الأمل في مجال الدعم النفسي بينت كيف عملت الجمعية على استقطاب الأطفال المتسولين والمشردين وإحضارهم إلى بيت الأمل وتقديم المساعدات لهم في مجال الإطعام والكساء والترفيه وتقديم الملابس والأنشطة، إضافة إلى جوانب التعليم والدعم النفسي الذي شمل حتى أمهات الأطفال وكذلك ممن عانوا من النزوح والترمل وممن لديهم مشكلات نفسية كبيرة. وقالت: إن الهدف الأساسي هو تعليهم العادات الصحية وطرق التعامل مع المجتمع المحيط وذلك ضمن فريق عمل متعاون.
المشاركون تحدثوا عن أسباب التسول وارتفاع نسبته في جرمانا، وعن المشكلات الاقتصادية وتعدد الزوجات والبطالة والفقر والزواج غير القانوني كعوامل مساهمة بشكل كبير في وجود التسول والتشرد، داعيين إلى ضرورة وجود مكاتب في كل منطقة لمتابعة الحالات والتشارك في عملية إعادتهم ودمجهم بالمجتمع وتحديد المسؤوليات والأدوار والحرص على تطبيق القانون بعيداً عن التنظير ومعاقبة المشغلين.