ما نشرته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن إقدام جندي أميركي يدعى إرون يوشال حرق نفسه أمام سفارة الكيان الصهيوني في واشنطن يشكل حدثاً غير مسبوق من جندي أميركي في صفوف القوات الأميركية معلناً بذلك رفضه لما يجري من عدوان وإبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة ومعبراً في الوقت نفسه عن وحشية الكيان الصهيوني الذي أمعن في قتل الأطفال والشيوخ والنساء دون وازع إنساني أوقانوني.
رسائل الجندي الأميركي الذي قدم روحه قرباناً لحرية فلسطين منها ما يؤكد رفضه القاطع لسياسة بلاده التي تدعم كيان الاحتلال الإسرائيلي من خلال تقديم الدعم العسكري واللوجستي الذي يسهل ارتكاب الجرائم والمجازر بحق الفلسطينيين، حيث تجاوز عدد الشهداء ثلاثين ألف شهيد فلسطيني ومئات آلاف الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ وبالتالي رفضه لتورط بلاده بإزهاق الدم الفلسطيني، وهذا يؤشر في نفس الوقت إلى رفض معظم الشعب الأميركي لسياسات بلاده القائمة على القتل والتدمير.
أما الرسالة الأخرى فهي معارضته والتي هي تمثل شريحة كبيرة من الشعب الأميركي لسياسة الكيان الصهيوني الإجرامية وارتكاب المجازر والجرائم بحق الشعب الفلسطيني، وهذا إن دلّ على شيء إنما يدل عن انفصال حكام الولايات المتحدة عن شعبهم وذلك عبر تجاهل إرادتهم بوقف العدوان على غزة والإمعان في تشجيع الكيان الصهيوني على توحشه والإمعان في قتل الفلسطينيين العزل.
الحقيقة ما قام به الجندي الأميركي بعث برسائل عديدة منها أين المجتمع الدولي من حقوق الإنسان ولاسيما من يتشدق بحقوق الإنسان ويأخذها ذريعة لاستهداف الشعوب وأيضاً أين قرارات المحكمة الدولية والمنظمات الدولية ما يعني أن الجندي الأميركي أثار قضايا عديدة تصبّ في مصلحة و إنجازات ما حققه الشعب الفلسطيني بصمودة الأسطوري و إفشال مخططات الكيان الصهيوني العنصري رغم التضحيات الجسام.