الثورة- همسة زغيب:
انتشرت لوحات “القيشاني” الملون في البيوت والحمامات والأرضيات، إضافة إلى الأواني المنزلية في دمشق قديماً، وهي عمل يدوي وحرفة تراثية أصيلة لها قيمة مادية وجمالية، تعتمد على نوع خاص من البلاط يتم الرسم عليه باليد ثم يلون قبل حرقه، صُنع منه العديد من اللوحات الجدارية لأغراض الديكور الداخلي في المنازل والمحال والصالونات الدمشقية القديمة من قبل صانعي الخزف المهرة في دمشق الذين مازالوا يبدعون في تقديم الكثير من الأعمال الخزفية، ومنهم الحرفي محمد رمضان الذي تحدث عن الإبداع الدمشقي في صناعة القيشاني، التحفة الفنية الرائعة.
وذكر رمضان أن معظم النقوش والرسومات مُستمدة من الطبيعة الدمشقية ومستوحاة من الفن الإغريقي، ويعتبر التراب والحجارة من المواد الأساسية التي تدخل في صناعتها، حيث يرسم على القطع بعد عجنها وطحنها بقلم الرصاص أولاً، ثم يوضع الأكسيد باللون الأسود على خطوط الرصاص ثم أكسيد الألوان الأخرى، ويتم استخدام مادة المينة وهي “مادة طبيعية”، حيث توضع على القطعة لتحافظ على رونقها وتحميها من العوامل المناخية، لتصبح بعدها جاهزة للشواء في الفرن، وفي هذه المرحلة يتم تطبيق الألوان المرغوبة كل بدرجة حرارة معينة.
ينتج عن ذاك أشكال مختلفة، حيث نجده على شكل بلاطات مربعة على الأغلب، وقد تكون مستطيلة أو سداسية أو مثلثية، بحيث تنقش على كل بلاطة منها موضوعات زخرفية، ويتم إدخال قطع القيشاني أيضاً في صناعة الصواني الخشبية بأشكال فنية رائعة، إلى جانب إنجاز علب خشبية مزدانة بقطع من القيشاني وطاولات مغطاة ببلاط القيشاني، وبعض التحف والمرايا.