خطة طريق لمشروع الاستثمار في القطاع الصحي.. وزير الصحة: الخدمة الطبية المجانية واجب ويجب توجيهها لمستحقيها
الثورة – دمشق – مريم إبراهيم:
تحت عنوان “الاستثمار في القطاع الصحي” أقامت جامعة دمشق اليوم ندوة نقاشية تفاعلية بالتعاون مع الكليات والوزارات المختصة.
وناقش المشاركون في الندوة العديد من المحاور المتعلقة بالعنوان العريض للندوة والتي جاءت بهدف تبادل الأفكار والآراء بين المشاركين حول الاستثمار في الصحة ووضع توصيات ومقترحات تساهم برسم خطة طريق لمشروع الاستثمار في القطاع الصحي.
وزير الصحة الدكتور حسن الغباش بين أنه يتم العمل لتحويل جميع المستشفيات لهيئات عامة مستقلة لها خصوصيتها والخدمة الطبية المجانية واجب ويجب توجيهها لمستحقيها، والطبيب العام دوره مهم ويجب العمل لتفعيله وأن يأخذ ميزة له، وهناك أمور كثيرة غير راضين عنها في الوزارة، ولاسيما ترخيص العيادات الطبية وشروطها التي لا يتم التقيد بها، وهناك دور للمجتمع الأهلي كما حدث في تجهيز مستشفى النبك وإنشاء أقسام مع أهمية تفعيل هذا الدور، وتعمل الوزارة لتوحيد الهيئات مع الحاجة لتصنيف الخدمة الصحية، ويتم العمل لأتمتة جميع المستشفيات، وهناك حاجة لبيانات واضحة وصريحة ومعايير لتكون الخدمة واحدة في العام والخاص والحاجة لاختصاصات جديدة لتعزيز الصحة العامة.
٧٨ معمل دواء
معاون وزير الصحة الدكتور أحمد ضميرية بين أهمية الندوة، فالاستثمار في الصحة هو عملية توجيه الأموال والجهود لتعزيز وتحسين الخدمات الصحية والرعاية الطبية، ومحاور الندوة غنية عبر طرح مواضيع مهمة منها الدور الحكومي المستقبلي والتشاركية بين العام والخاص وتعزيز دور المؤسسات الصحية وتقييم واقع الخدمة الطبية المجانية المقدمة، والنقاش مهم فيها لتبادل المعلومات ولرسم خريطة واقعية صحية أكثر وضوحاً مع طرح العديد من التساؤلات وهل هناك ضرورة لتوجيه البحث العلمي وأن تكون الأبحاث موجهة لتقديم الخدمة الطبية وتطبيق معايير الجودة، مشيراً إلى أن هناك ٧٨ معملاً دوائياً معظمها نمطية الإنتاج، حيث الحاجة لمعامل جديدة تنتج أدوية حيوية بيولوجية، وهناك تجربة تصنيع الأنسولين من أكثر من ١٥ سنة وبعض مثبتات المناعة، ويوجد ٤٣ مستشفى تابعة للصحة تقدم الخدمة المجانية في دمشق وباقي المحافظات.
دور لطبيب الأسرة
عميد كلية الطب الدكتور رائد أبو حرب أكد أهمية المؤسسات التأمينية الصحية ونشر مفهوم الثقافة التأمينية بإقامة فعاليات صحية مجانية للتعريف بالشركات التأمينية وتوضيح دور شركات التأمين وتعزيز دور الرقابة عليها وعلى الأطباء المتعاقدين معها وتفعيل نظام الإحالة ودور طبيب الأسرة، ومهم أيضاً استقطاب الكوادر وتحديد الأدوار والمسؤولية وتطبيق برامج السلامة الصحية المهنية وتطويرها وزيادة الكوادر الصحية التخصصية في مستويات الرعاية الأولية والثانوية والثالثية واعتماد بروتوكول واضح، وتأمين مزايا العاملين في القطاع الصحي ومعالجة التسرب الوظيفي وتمكين الكوادر الصحية العاملة في المناطق النائية واعتماد منهجية التدريب والتعليم المستمر لرفع جودة الخدمات المقدمة والعمل للاستفادة من نتائج هذا التدريب.
مدير مستشفى المواساة الدكتور عصام الأمين أوضح في مداخلة له أهمية الانطلاق من الاستراتيجيات لمواجهة التحديات، وأي قطاع صحي فيه مواد بشرية وغير بشرية، ومهم تغيير بيئة العمل، وتفعيل دور المجتمع المدني ليساهم في دعم القطاع العام، مع طرح أسئلة حول السياحة العلاجية ولماذا هي ناجحة في المستشفيات الخاصة وغير موجودة في العامة، إضافة لأهمية توحيد الأنظمة فهناك تشرذم بين مقدمي الخدمة الصحية ولاسيما الصحة والتعليم العالي، وأهمية وجود هيئة ناظمة توحد القوانين وتوصل الواقع لدعم القطاع الصحي.
مدير مركز الباسل لجراحة القلب الدكتور راغب سليمان أشار لأهمية التكامل بين جميع عناصر الخدمة الطبية ولا تتحسن إلا بدعم الحكومة ومراقبتها، ومهم جداً ما يدعم وينظم عناصر المؤسسات الطبية وتنظيم العمل الخاص في الهيئات عبر إيجاد قسم خاص لها من حيث الإقامة وسرعة تقديم المواد وتقديم الخدمة الطبية اللازمة، وألا يؤثر تنظيم العمل الخاص في الهيئات على الخدمة المجانية لمن يحتاجها.
وتميزت الندوة بالمشاركة والمداخلات الكثيرة من قبل مديري المستشفيات الجامعية والصحة ومن قبل ممثلي العديد من وزارات السياحة والتأمين والمختصين في عنوان الندوة، مع الإشارة لأهمية التشاركية بين القطاعين العام والصحي ووضع استراتيجيات عمل واضحة لتفعيل الاستثمار في الصحة، فالقطاع الصحي كان ومازال مصدراً مهماً ورافداً حقيقياً للرعاية والخدمات الصحية ولابد من إستراتيجية خاصة بالتشاركية في مجال تقديم الخدمات الصحية والتركيز على تعزيز دور المؤسسات التأمينية الصحية وتطوير الخدمة المجانية الطبية لتصل لأفضل أنواعها.