الثورة – منهل إبراهيم:
منذ السابع من تشرين الأول الماضي، تستخدم واشنطن حق النقض “الفيتو” ضد أي قرار يدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإنهاء الحرب الظالمة على غزة، فيما تبلورت جميع مقترحاتها على هدنة مؤقتة، إلى جانب عملية تبادل للأسرى.
وفي بداية الشهر الجاري، عدلت الولايات المتحدة صياغة مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي، يدعم “وقفاً فورياً لإطلاق النار في غزة لمدة ستة أسابيع، إلى جانب الإفراج عن جميع الأسرى”.
وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، أنها ستطرح اليوم الجمعة على مجلس الأمن الدولي، مشروع قرار يدعو لوقف إطلاق نار فوري ودائم في قطاع غزة.
وأوضح المتحدث باسم البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيت إيفانز أن واشنطن ستطرح الجمعة، على مجلس الأمن الدولي قرارا للتصويت عليه يدعو إلى وقف لإطلاق النار على الفور في غزة، في إطار اتفاق للإفراج عن الأسرى.
وقال إيفانز: “عملت الولايات المتحدة مع أعضاء المجلس في الأسابيع القليلة الماضية للتوصل إلى قرار يدعم بلا لبس الجهود الدبلوماسية الجارية الرامية إلى تحقيق وقف لإطلاق النار على الفور في غزة، في إطار اتفاق حول الأسرى قد يُطلق بموجبه سراحهم ويساعد في التمكن من زيادة المساعدات الإنسانية”.
في هذه الأثناء أعلن جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، أن زعماء التكتل طالبوا بوقف دائم لإطلاق النار في غزة خلال اجتماعهم في بروكسل أمس، لكنهم اختلفوا على وقف فوري للحرب على غزة.
وأقر بوريل بجرائم الاحتلال في غزة وقال “نشعر بالفزع إزاء الخسائر غير المسبوقة في أرواح المدنيين والوضع الإنساني الحرج في قطاع غزة.. ونطالب بهدنة إنسانية فورية تؤدي إلى وقف مستدام لإطلاق النار والإفراج عن المحتجزين وتوفير المساعدة الضرورية”.
وأخفق زعماء الاتحاد الأوروبي، أمس الخميس، في التوافق على الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة عندما اجتمعوا في قمة المجلس الأوروبي في بروكسل.
ومع اختتام القمة في يومها الأول، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين للصحفيين إن القادة توصلوا إلى “توافق” بشأن الحاجة إلى “هدنة إنسانية فورية” في غزة، لكنهم لم يصلوا إلى حد الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وهي خطوة من المؤكد أنها ستثير استياء زعماء دول دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار قبل انعقاد القمة مثل أيرلندا وإسبانيا.
وعلى الرغم من سعي الكتلة الآن لإيصال إمدادات المساعدات إلى غزة عبر ممرها البحري من قبرص، قالت فون دير لاين إن “وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن ودون عوائق إلى غزة من جميع الطرق بما في ذلك المعابر البرية لايزال ضروريا”.
ودعت فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل حكومة الاحتلال الإسرائيلية إلى عدم شن عملية برية في رفح، حيث قال ميشيل إن الكتلة الأوروبية “يمكن بسهولة أن تتخيل العواقب إذا تم شن مثل هذه العملية”.
ويقر مشروع القرار الأمريكي الذي سيطرح اليوم الجمعة على مجلس الأمن الدولي للمرة الأولى بضرورة وقف فوري ودائم لإطلاق النار، لحماية المدنيين من جميع الأطراف حسب زعم واشنطن.
يشار إلى أن جيش الاحتلال يشن حرباً مدمرة على قطاع غزة للشهر السادس على التوالي، خلّفت قرابة 32 ألف شهيد وما يزيد على 73 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء.
التالي