ما عرض أمس على الشاشات في قطعة من الجحيم على أرض خان يونس في قطاع سلبت منه الحياة ليس فيلما من أفلام هوليود، أو مشهدا على منصة نيتفليكس، بل هو رصد كاميرات حقيقي من الجو لأبشع عمليات القتل بحق أربعة من البشر العزل يمشون في الطريق وهم يتفقدون منازلهم المدمرة.
حدق الطيران الإسرائيلي المسير بهم وقام باصطياد إنسانيتهم بكل دم بارد، ولاحق من تبقى منهم وقتلهم فرداً فرداً بأسلوب يأبى العقل تصوره والإنسانية قبوله، ارتكب القاتل الجريمة النكراء ولم يستطع قتل أو إخفاء الدليل.
أين الأمم المتحدة ومنظماتها من كل ما يحدث، وأين القوانين الدولية الناظمة للحروب، وأين الحساب والعقاب لكل ما نشهده من قصص ترقى للخيال في مشاهد القتل لإنسانية البشر.
هي عملية صيد للإنسانية، ورحلة قنص في براري غزة الموحشة، وصيادو البشر حاضرون في كل مكان يطلقون كلابهم وطائراتهم المسيرة المذخرة والحربية ومدافع الموت في عمليات الصيد لكل أشكال الحياة والإنسانية في أرض القطاع، قطاع الموت والشهداء.
حسب أهل غزة أن يستشهدوا وتكتب عنهم الصفحات كيف ارتقوا بطرق يشيب لها الولدان، وكيف أغرقوا بدمائهم وأشلائهم الأرض الفلسطينية الحبلى بالجوع والمرض والموت، وحسب صيادي البشر أن يكتب اسمهم في سفر التاريخ وفي الدرك الأسفل منه أنهم القتلة وشاربو الدماء.
منهل إبراهيم