الثورة – آنا عزيز الخضر:
ترتقى مشاريع التخرج الأكاديمية التي يقيمها المعهد العالي للفنون المسرحية إلى سوية احترافية لافتة، حيث تجتمع فيها معطيات وشروط مسرحية، كفيلة بتقديم مشهد مسرحي خلاق، يؤدي مهمة المسرح المأمولة، التي تأخذ بالمتلقي إلى مكامن الإبداع ومقدرته في الإنجاز لمشهد إنساني عميق، يقول كلمته، مقدما مقترحاته وجمالياته لعالم كثرت فيه السلبيات.. وقد حمل الإبداع سلاحه..
فترجم العرض “اللعبة الخطرة” بوضوح كيف رافقت الموهبة التي صقلت آليات تطوير الخبرات وبناء القدرات الإبداعية، فتجلت عبر الأداء وشكل التعامل مع الشخصيات وعوالم العرض كما فضاءاته، إذ قدم طلاب السنة الرابعة مشروع تخرجهم تحت عنوان “اللعبة الخطرة”، إعداد وإشراف مجد غسان فضهة، وهو عن نص للكاتب “برانيسلاف نوشيتش” واللافت أن العرض مأخوذ من نصوص هي “العائلة الحزينة، ،المستر دولار، حرم سعادة الوزير، واللعبة الخطرة”.
يدور العمل وأحداثه في سياق حكاية أسرة، اجتمعت وتألفت بشكل مبالغ فيه بعد أن حصلوا على ثروة كبيرة كميراث للعائلة، فكان تلاقي هذه الأسرة مجرد مظاهر فقط، بعيدة كل البعد عن الصدق ، وذلك التماسك الذي ظهر كان وهما ووجها آخر يسترون به طمعهم وجشعهم، وقد صور العرض العديد من الحاﻻت الاجتماعية، التي يدعو من خلالها الى العلاقات الإنسانية المتميزة، التي تحمل الصدق والشفافية بحق، وليس النفاق من أجل مصلحة يوجهها الابتزاز والقيم الرخيصة، فهي تنتقص من قيمة الإنسان.. وقد حملت المسرحية رسالة عميقة أبرزت أن الجانب الإنساني هو الأهم في الحياة ،وهو صمام الأمان الحقيقي..
أداء طلبة التمثيل كان بشكل احترافي متميز، ينم عن إلمام بخبرات أكاديمية وإتقان لمفردات أدائية، فيها التلون والاختلاف والمهارة، ترافقها موهبة تم صقلها بشكل خلاق وأصول علمية، ساعدها مران فيه الدقة والدراسة والجهد.